+ -

سقطت آخر أوراق شجرة “الراي” الأصيل التي ارتوت من ينابيع البدوي الوهراني والشعر الملحون وكلمات الشيوخ والشيخات “الوشمة التموشنتية” والشيخة “رميتي” برحيل المغني “بلقاسم بوثلجة” بعد معاناة مع مرض عضال، وفي قلبه غصة من عالم الفن والمسؤولين الذين تنكروا لإسهاماته في عصرنة “الراي” بالآلات النحاسية من بوق وساكسوفون مع رفيق دربه مسعود بلمو.كان آخر حلقة مع زمن “الراي” الجميل زمن “ميلودة” و”زيزية” و«سيد الحاكم”، زمن “راي” الزوالية والمحقورين والأحياء الشعبية، قبل استرجاعه وتدجينه من قِبل المؤسسة الرسمية وعالم “الشو بيز” الباريسي وكبريات شركات الموسيقى العالمية والملايير، وإفراغه من شحنته الأصيلة نزولا عند رغبات الأغنياء الجدد من “البڤارة”. عالم لم يستطع الراحل “بوثلجة” مجاراته ومسايرته والـتأقلم معه، كونه يتطلب تنازلات مذلة ومؤلمة لم يكن “بوثلجة” مستعدا لتقبلها وتحملها وهو الذي هز عرش “الشيخة رميتي” وهو في سن المراهقة حتى لقب بـ«جوزيليتو”، بأغان حققت مبيعات تبقى راسخة في سجل “الراي”.سجل ثري تجلى في الحضور المكثف للمعجبين ورفاق الدرب خلال تشييع جنازته، أول أمس، بمقبرة عين البيضاء، بعد أن داهمه الموت الثلاثاء الماضي، بعد معاناة كبيرة من مرض السرطان، قبل أن تصل نداءات الاستغاثة التي وجهها للمسؤولين ورفاق الدرب لمساعدته على نوائب الدهر وغدر الزمان ومساعدة زوجته المقعدة والمريضة. رحل ابن حي الحمري، مسقط رأس المرحوم “بوثلجة”، حيث ولد سنة 1947 لكن وعكس المثل “عاش ما كسب” لكنه مات “وخلى” بصماته خالدة في عصرنة أغنية “الراي”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات