+ -

على عكس السنوات الماضية التي انطلق فيها الدخول المدرسي على وقع احتجاجات النقابات، فقد صنع مشكل اكتظاظ الأقسام حدث هذا العام، إذ حشر في قسم واحد بين 40 و50 تلميذا، ما اضطر بالسلطات إلى اقتراح تحويل مرافق عمومية بما في ذلك أسواق مغطاة إلى مؤسسات تربوية، في وقت يتنعم المحظوظون في المدارس الخاصة بأقسام واسعة وتسع 20 تلميذا فقط. سجل قطاع التربية اكتظاظا غير مسبوق عبر عدد من الولايات أثار احتجاج الأساتذة والتلاميذ وأوليائهم، بعد أن أصبح القسم الواحد يستقبل نحو 50 تلميذا، حولت بموجبه المؤسسات التي تعاني اختناقا بسبب هذا الوضع أقسامها إلى حجرات دوارة يتداول عليها التلاميذ، في الوقت الذي ألغى مديرو التربية الأقسام التحضيرية لاستيعاب العدد الهائل للتلاميذ.للوقوف على هذه الظاهرة التي كثُر الحديث عنها حتى قبل الدخول المدرسي، تنقلنا إلى عدة مؤسسات تربوية بالعاصمة أين كانت لنا دردشة مع الأساتذة والتلاميذ والأولياء لمعرفة مدى تأثير هذه الظاهرة في التحصيل، فكانت وجهتنا الأولى نحو متوسطة كثر عليها الحديث وهي متوسطة عين المالحة 1 بعين النعجة؛ التقينا مع أولياء التلاميذ الذي بدا عليهم التأثر والانزعاج، والسبب حسب أحدهم أن أبناءهم يتمدرسون في ظروف صعبة للغاية، تراوح فيها عدد المتمدرسين في القسم الواحد بين 46 و50 تلميذا “وهو وضع غير مقبول”، وهنا تحدث ولي تلميذ آخر بأن ابنه عندما يتأخر قليلا لا يعرف أي قسم يقصد، “لأن الأقسام داخل المؤسسة متغيرة فاليوم يدرس في قسم وغدا في قسم آخر وهكذا”، حيث بات هذا الوضع يؤثر في أبنائهم على كل المستويات، يضيف المتحدث، وهنا ذكرت والدة تلميذة بالمؤسسة “كيف يمكن أن يكون تحصيل أبنائنا وهم محرومون من حقهم في الاستقرار في قسم؟ فالدراسة في قسم به 50 تلميذا لا تنتظر منها شيئا”.

نفس الأوضاع تحدث عنها التلاميذ، فقد ذكروا أنهم أصبحوا يجدون صعوبة في التنقل بين الأقسام ولا يركزون في الدروس التي تُعطى لهم، وهو نفس الانشغال الذي تحدث عنه الأساتذة الذين ذكروا أن المؤسسة بها حوالي 1000 تلميذ بـ13 قاعة فقط و11 قسما متنقلا و24 فوجا تربويا، أن تسجل المؤسسة فوضى بسبب اكتظاظ يصل فيه عدد التلاميذ في القسم الواحد 49 تلميذا، بالإضافة إلى أن المؤسسة من دون مدير وهو ما ساهم في اضطرابات داخل هذه الأخيرة مع بداية الدخول المدرسي.وغير بعيد عن عين النعجة، وفي بلدية حسين داي حيث التقينا بتلاميذ ثانوية عائشة المعروفة باجتهاد البنات بها وتحقيقهن لنسب نجاح معتبرة، لمسنا عندهن أسفا كبيرا عندما أخبرونا أن ثانويتهم تواجه اكتظاظا كبيرا بعد تحويل تلميذات من ثانوية بلكين التي تم غلقها بعد استرجاعها من قبل وزارة الثقافة باعتبارها معلما ثقافيا، وهو نفس التذمر الذي تحدث عنه تلاميذ وأساتذة ثانوية الثعالبية في ذات البلدية التي تسجل اكتظاظا أصبح يؤثر سلبا.وضع قال بخصوصه رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، إنه مسجل بعدد مهم من المؤسسات، وبالعاصمة تسجل عدة مؤسسات بالجزائر غرب اكتظاظا ستكون له انعكاسات سلبية على الموسم الدراسي، وحمّل أحمد خالد أسباب هذا الوضع لمديري المؤسسات التربوية التي تسجل اكتظاظا، بعدم عرضهم لواقع هذه الأخيرة التي تفرض إجراءات استباقية قبل الاصطدام بالواقع على غرار ما يحدث خلال هذا الموسم.اكتظاظ تسجله اليوم عدة ولايات على غرار العاصمة، فحسب المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية “سنتيو”، قويدر يحياوي، فإن التقارير الأولية تؤكد أن الولايات التي تشهد اكتظاظا هي بسكرة وتيارت والجزائر شرق وجيجل وعين الدفلى وتبسة، حيث بلغ عدد التلاميذ في القسم الواحد 45 تلميذا، وفي بعض الأقسام 50 تلميذا، هذا الأمر الذي أثر في المعلمين والأساتذة الذين يطالبون بإيجاد حلول سريعة لمواجهة هذه المشكلة بالغة الأهمية.وبسبب هذا الوضع تساءل ذات المسؤول “كيف يمكن للأستاذ إلقاء درس على 50 تلميذا كما ينبغي؟! وهل يستطيع التفاعل والشرح مع هذا العدد الهائل؟! وفي نفس الوقت، كيف للتلاميذ الانسجام مع الأستاذ وفهم الدروس؟!”.من جهة أخرى ذكر يحياوي أن بعض مديريات التربية قررت إلغاء الأقسام التحضيرية في محاولة للتخفيف من مشكل الاكتظاظ؛ ما جعل مشكل التسجيل في هذه الأقسام صعبا للغاية، ما دفع ببعض أولياء الأمور إلى تسجيل أبنائهم في روضات أطفال ومدارس خاصة، التي استغلت الظرف، وهو الواقع الذي يتنافى مع تصريحات وزيرة التربية الأخيرة التي أكدت على تعميم الأقسام التحضيرية في آفاق 2017.     

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: