تنظيمات إسلامية جهادية لقتال المسلمين!

+ -

قبل أيام قليلة ظهر شريط فيديو نشره تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وأظهر 4 أشخاص يرتدون زيا برتقاليا كانوا أسرى لدى هذا التنظيم الإرهابي، وقام بحرقهم أحياء بكل وحشية، وذلك ردا على حرق مقاتل من تنظيم “داعش” وقع أسيرا لدى جماعة “الحشد الشعبي في العراق”، وهذه الأخيرة جماعة شيعية تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية. أما المبرر فكان على أساس شرعي ديني، وبالطريقة نفسها برر تنظيم الدولة الإسلامية قتل أشخاص آخرين، أحيانا بالحرق وأحيانا أخرى بالصعق، وتفجير الأعناق بالديناميت، وغيرها من “فنون” القتل، كل هذا جاء بمبررات فهم جماعات الإسلام السياسي المتشددة للنصوص الدينية وفتاوى بعض الفقهاء المتشددين.“داعش” و”القاعدة” قتلا 220 ألف مسلم مقابل 10 آلاف أمريكي وغربي  في يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 كانت الصورة في العالم الإسلامي والعربي على الشكل التالي؛ الجماعات الإسلامية المتشددة تعيش ربع الساعة الأخير من عمرها، فقد كانت محاصرة في الجزائر وفي مصر، لكن أمرا ما كان يحضّر في الخفاء للمنطقة. ففي غفلة من الزمن سيطرت حركة طالبان المتشددة على أفغانستان، برعاية من العربية السعودية وباكستان، وهي دول تدور في الفلك الأمريكي، كما أن هذه الحركة وفرت الملاذ الآمن لزعيم تنظيم القاعدة لاحقا، أسامة بن لادن، الذي طرد من السودان. وقد بدأ أسامة بن لادن قبل 3 سنوات على الأقل من ذلك التاريخ، سبتمبر 2001، التحضير للهجوم الكبير على أمريكا في عقر دارها بواسطة “كوكبة” من “الاستشهاديين” الذين تدربوا على قيادة الطائرات.أمريكا التي كانت وراء تشكيل الفرق الأولى من المجاهدين العرب في أفغانستان كانت الهدف لهجوم “المجاهدين” الذين قرروا على ما يبدو تصفية الحساب الطويل والقديم مع الأمريكيين، لكن هجوم 11 سبتمبر غيّر مسار التاريخ في العالم الإسلامي والعربي، وحوّل الجماعات السلفية الجهادية إلى قوة هدم وتفتيت، وهي التي ترفع شعارات برّاقة من قبيل “تحرير فلسطين” و«الثأر للشهداء”، وغيرها من الشعارات التي ظهر فيما بعد أنها جوفاء..41 يهوديا و220 ألف مسلم في 14 سنةتشير دراسة للمعهد الدولي الإستراتيجي في بروكسل المقرب من الحلف الأطلسي صدرت في شهر مارس 2015، تحت عنوان “نتائج الحرب الكونية على الإرهاب”، إلى أن عدد القتلى الغربيين على يد التنظيمات السلفية الجهادية لا يزيد عن 10 آلاف شخص، منهم قتلى عملية 11 سبتمبر، والقتلى الأمريكيون في حرب العراق وفي أفغانستان. في الوقت نفسه قتلت التنظيمات السلفية الجهادية مقابل كل أمريكي أو غربي مسيحي 22 مسلما في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا وسيناء بمصر وشمال مالي ونيجيريا وغيرها، أي أن الجماعات السلفية الجهادية قتلت من المسلمين 220 ألف من السنة والشيعة في السنوات الـ14 التي أعقبت حادثة تفجير التجارة العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية في 11 سبتمبر، مقابل 10 آلاف مواطن غربي. أما الأكثر إثارة في الموضوع فهو أن عدد اليهود الذي قُتلوا على يد الجماعات السلفية الجهادية لا يزيد عن 41 يهوديا.بن لادن يسأل عن زعيم “داعش” أبو بكر البغداديكان الأمريكيون قادرين على قتل الخليفة العام لتنظيم “داعش” قبل عام 2010 أي قبل أن يتولى إمارة التنظيم، فأبو بكر البغدادي بالنسبة للأمريكيين هدف سهل جدا، لسببين اثنين، الأول هو أن أمير تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لا يملك تكوينا عسكريا أمنيا عاليا، لأنه شغل مناصب في الإفتاء في هذا التنظيم، كما أنه كان سجينا سابقا لدى الأمريكيين قبل التحاقه بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وهي المنظمة التي تحولت فيما بعد إلى تنظيم الدولة الإسلامية.تشير الولايات المتحدة الأمريكية، عبر بيانات وزارة الدفاع “البنتاغون”، إلى أن “أمير المؤمنين” الخليفة على تنظيم “داعش”، المدعو أبو بكر البغدادي، يعدّ من أهم أهداف الضربات الجوية التي تنفذها قوات التحالف ضد هذا التنظيم الإرهابي في كل من سوريا والعراق. وقد اكتشف الأمريكيون في وقت مبكر، قبل اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، أن أسامة بن لادن كان مهتما بأبي بكر البغدادي، خليفة “داعش”، حيث تأخر أسامة بن لادن في الحكم على تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) الذي كان معروفاً باسم “قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين”.  وفي رسالة طويلة كتبها زعيم تنظيم القاعدة آنذاك، أسامة بن لادن، وبالضبط قبل عام كامل من مقتله، ووجّهها إلى مساعده الشيخ محمود عطية، طلب منه مدّه بمعلومات وافية عن المسمّى أبو بكر البغدادي، الذي تم تعيينه خلفاً لمن وصفه بن لادن بـ«أخيه” أبو عمر البغدادي. كما طلب بن لادن معلومات عن النائب الأول له، من دون أن يسميه، وعن “أبو سليمان الناصر لدين اللّه”، وقال لمحمود عطية في الرسالة ذاتها: “يُستحسن أن تسألوا عنهم مصادر من إخواننا الذين تثقون بهم هناك، حتى يتضح الأمر لدينا بشكل كبير”.ولم يكتفِ أسامة بن لادن بذلك، حسب مقال نشر في “واشنطن بوست” في ديسمبر 2014، بل تابع يقول: “أودّ أن تسألوا أيضاً إخواننا في جماعة “أنصار الإسلام” عن موقفهم من الأمراء الجدد، أبو بكر البغدادي وإخوانه”. وفي مؤشر على العلم التام والمفصّل لزعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، أسامة بن لادن، بتفاصيل الخلافات بين التنظيمات الجهادية في العراق، دعا إلى “بذل كل جهودكم في السعي للوحدة وحلّ أي خلاف بين جميع الكيانات الجهادية في العراق”.غير أن لهجة بن لادن الهادئة، والساعية للتوحيد، تغيّرت في مطلع العام 2011 بعد تضمّن رسالة موجّهة إليه تفاصيل عديدة. وألقت الرسالة، التي يُعتقد أن كاتبها هو الأمريكي الجهادي آدام غادان، ويفترض أنه أرسلها إلى أسامة بن لادن، الضوء أكثر على طبيعة العلاقة بين تنظيمي “القاعدة” و«داعش”. وكشفت الرسالة أن العلاقات بين قيادتي التنظيمين مقطوعة عملياً منذ سنوات عدة، وأن قرار إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والسام والمعروف اختصارا بـ«داعش” اتُخذ من دون استشارة قيادة التنظيم الأم “القاعدة”، وأحدث انشقاقات في صفوف “المجاهدين” داخل العراق وخارجه. داعش.. الطفل الشرعي لبن لادن؟يرفع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” صور “الزعيم” أسامة بن لادن، ويقدمه على أنه المؤسس الفعلي لـ«الصحوة الجهادية” التي كانت وراء ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وبعد 14 سنة من هجوم 11 سبتمبر بات ضحايا الإسلاميين المتشددين من المسلمين الشيعة والسنة العرب أكثر بكثير من الأمريكيين والغربيين.. عشرات الآلاف من المسلمين قُتلوا في العراق وفي سوريا، قُتلوا بدم بارد وبأبشع الطرق، أما المبرر فهو نفسه الذي قدمه قبل سنوات أسامة بن لادن لتبرير هجمات 11 سبتمبر، لكن “غزوة مانهاتن” التي أسفرت عن تدمير برجي مركز التجارة العالمي انتهت اليوم بحرب بين المسلمين الشيعة والسنة في العراق وبين المسلمين من كل أرجاء العالم، وفي سوريا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: