ثورة المقصين ترهن توزيع آلاف السكنات الجاهزة

+ -

ارتفعت وتيرة الاحتجاجات بسبب ملف السكن مع اقتراب فصل الشتاء، حيث ينتظر أكثر من 200 ألف مواطن معني بالاستفادة انطلاق عمليات ترحيلهم إلى سكنات لائقة، سواء أتعلق الأمر بالسكن الاجتماعي أو التساهمي، أو غيرهما من الصيغ السكنية. وما زاد من حِدة الاحتجاج، تماطل السلطات المحلية في توزيع سكنات جاهزة منذ أشهر! وبالموازاة مع ذلك، يحاول الولاة والمسؤولون المحليون تجنيد كل المصالح من أجل التأكد من سلامة قوائم المستفيدين من التجاوزات، وذلك تفاديا للهزات الارتدادية التي عادة ما تتبع عملية التوزيع من احتجاجات واتهامات بالفساد والمحسوبية.تبقى شاغرة رغم تحديد قائمة المستفيدين واستيفاء آجال الطعونسكنات جاهزة وأصحابها ينتظرون“اتقوا الله فينا يا مسؤولين”... هي العبارة التي تكررت على لسان المواطنين في الكثير من الولايات، خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية، التي خاطبوا بها المسؤولين المحليين من رؤساء بلديات ودوائر وولاة، وكذا وزيري الداخلية والسكن، مطالبين بالإفراج عن السكنات الجاهزة أو التسريع في إنجاز تلك المبرمجة، من أجل استلامها في أجل أقصاه بداية فصل الشتاء، وذلك خوفا من قضاء ليالي وأشهر أخرى تحت المطر.منذ بداية فصل الخريف، يتخوّف الكثير من المواطنين القاطنين في الأحياء القصديرية والهشة من قضاء فصل شتاء آخر في الشارع، وعبّر كثيرون منهم عن هذا التخوف بالاحتجاج، خاصة في بعض المناطق التي توجد فيها سكنات جاهزة وتقاعس المسؤولون المحليون في توزيعها على مستحقيها، فقد تساءلوا عن مصير السكنات الجاهزة منذ أشهر، ولم توزع بعد؟ وتساءلوا عن مصيرهم ومصيرها؟! ويتعلق الأمر بجميع الصيغ السكنية، وعلى رأسها السكن الاجتماعي الذي تشرف عليه السلطات المحلية، ويبقى الصيغة الأكثر طلبا والأكثر مولّدا للاحتجاجات، إضافة إلى السكن التساهمي الذي لا يزال مجمّدا في الكثير من المناطق.سكان أحياء الازدهار وحي صبرة، والسكنات الهشة المحاذية لها، احتجوا لهذا السبب، نهاية الأسبوع الماضي، فقد تجمعوا أمام مقر بلدية زريبة الوادي ببسكرة وأغلقوا الطريق بسبب تأخر توزيع 226 سكن، وهذا بالرغم من تحرير قائمة المستفيدين، في شهر فيفري الماضي، وانقضاء فترة إيداع الطعون.وجاء هذا الاحتجاج العفوي بعد هطول كبير للأمطار، فقد خشي المعنيون قضاء فصلي الخريف والشتاء في الشارع، حيث لا يزال المعنيون بالاستفادة يقطنون في سكنات هشة ويعانون الأمرّين، فالأمطار في العادة تؤدي إلى غمر بيوتهم بالمياه وتشقق وتصدع تلك الجدران الطينية. ومما زاد حيرة وغضب سكان الحي، أن تلك السكنات تعرّضت، خلال الأشهر الماضية، إلى عمليات تخريب حتى قبل أن يتم تسليمها نتيجة تعرضها للإهمال، إضافة إلى وجود بعض البيوت حاليا دون شبكات كهرباء ولا ماء ولا غاز، بعد ما أسموه “تقاعس” المقاولين المكلفين بإتمام المشروع.  وعبّر، من جهتهم، سكان بلدية البيرين شمالي ولاية الجلفة عن تذمرهم جراء تأخر توزيع حصة 600 سكن عمومي إيجاري، وطالبوا في السياق ذاته بالتعجيل بعملية التوزيع لفك أزمة السكن، ولو جزئيا، في انتظار استكمال الحصص السكنية المتبقية. ويستفسر المواطنون عن تماطل السلطات المعنية في توزيع السكنات، رغم جاهزيتها، إلا ما تعلق بإمدادها بالماء والكهرباء. وينتظر سكان الشلف توزيع السكنات الجاهزة في مواقع المدينة الجديدة بالشرفة، بوقادير، وتنس ووادي الفضة، حيث تنتظر المصالح المحلية التحقيق في هوية جميع المعنيين بالاستفادة من أجل تفادي الطعون والاحتجاجات، التي ترافق عادة عملية توزيع السكن الاجتماعي، غير أن سكان المناطق المعنية طالبوا بضرورة التسريع في العملية من أجل تفادي قضاء فصل الشتاء في الشارع، خاصة منهم سكان الأحياء الهشة، حيث استغربوا هذه المماطلة، رغم أن الوزارة الوصية تملك سجلا مرقمنا لجميع المواطنين الحائزين على سكنات، إضافة إلى إمكانية الاستعانة بسجلات أملاك الدولة.أما سكان بلدية سيدي بن يبقى، شرقي وهران، فطالبوا بالإفراج عن حصة 120 سكن اجتماعي التي انطلقت فيها الأشغال، منذ عدة سنوات، ولم تنته بعد! ويشار إلى أن البلدية ذاتها لم تستفد من أي حصة للسكنات الاجتماعية منذ سنة 2002.  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات