أرقام الوزارة حول التأطير الجامعي كذب على الرأي العام

+ -

 وصف عبد المالك رحماني، المنسق الوطني لتنظيم “الكناس”، العجز الرهيب الذي تشهده الجامعة الجزائرية في التأطير مؤخرا، بالكارثة الحقيقية التي ستكون عواقبها وخيمة، واصفا الأرقام التي تصدرها الوزارة حول إجمالي عدد الأساتذة بـ”المغلوطة”، باعتبار أن أكثر من 10 آلاف أستاذ لا يشاركون في العملية البيداغوجية لشغلهم مناصب إدارية.واعتبر المسؤول الأول على رأس المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، المعدلات التي تروجها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حول وجود أستاذ واحد مقابل 28 طالبا في الجامعة الجزائرية، “كذب على الرأي العام، وتدليس الغرض منه التستر على العجز الكبير في عدد المؤطرين”، حيث أن “إجمالي عدد الأستذة يناهز 54 ألف أستاذ، مقابل 1,5 مليون طالب، غير أن العدد الحقيقي للأستاذة المسخرين للعملية البيداغوجية بشكل فعلي لا يتعدى 40 ألف أستاذ، باعتبار أن أكثر من عشرة آلاف أستاذ يشغلون مناصب إدارية، من جملتهم خمسة آلاف أستاذ برتبة بروفيسور يتولون مناصب نوعية، على غرار مديري جامعات، وعمداء، ومستشارين في الوزارة، وغيرها من المناصب الإدارية الأخرى”.والطامة الكبرى، حسب ذات المتحدث، هي المعدلات غير المعقولة التي تشهدها بعض التخصصات، نتيجة العدد الكبير للطلبة من جهة، ونقص التأطير من جهة أخرى، “إذ يصل المعدل في تخصص العلوم الإنسانية، مثلا، إلى أستاذ لحوالي 120 طالب، في حين أن المعدل الدولي هو أستاذ لـ22 طالبا، ما يعني ست مرات أضعاف المعدل المطلوب، فضلا عن تخصصات أخرى على غرار العلوم الاجتماعية والقانونية وغيرها من التخصصات الأخرى”.وتابع رحماني قائلا: “السواد الأعظم من الأساتذة المشرفين على التدريس في الجامعات هم أساتذة من الصنف “أ” و”ب”، 70 بالمائة منهم (30 ألف أستاذ) تم توظيفهم ابتداء من سنة 2007، ما يجعلهم محدودي الخبرة، ناهيك عن اضطرارية الاستنجاد بالأساتذة المتعاقدين الذين هم في مجملهم من حاملي شهادات الليسانس، الأمر الذي يفسر المستوى المحدود للمتخرجين الذين تلفظهم الجامعات في نهاية مشوارهم الدراسي، وعدم تصنيف الجامعة الجزائرية في الترتيب العالمي أصلا”.والمفارقة الغريبة التي توضح حجم العجز الذي آلت إليه المؤسسات الجامعية في مجال التأطير، هو معدل الأساتذة الذين يؤطرون رسائل الدكتوراه في بعض التخصصات، حيث “وصل الحد في العلوم الإنسانية إلى تأطير أستاذ واحد مجموع 200 دكتوراه، ما يعد أمرا مستحيلا وأقرب إلى الخيال، حيث أن المعدل الدولي يقضي بتأطير دكتوراه واحدة أو اثنتين على أقصى تقدير، لأن الدكتوراه هي الشهادة الوحيدة المعترف بها في كل أرجاء المعمورة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: