+ -

تمر، اليوم، الذكرى العشرون لاغتيال شهيد القلم والحرية رئيس تحرير “الخبر”، عمر أورتيلان، الذي اغتالته أيادي الغدر بالقرب من مقر عمله بدار الصحافة بساحة أول ماي الجزائر، وهو يردد في آخر كتاباته: “أيها السلم تجلى”..

كل شيء في “الخبر” يحمل ذكراك، صورك في كل ركن من أركان الجريدة التي عشت لأجلها واستشهدت في سبيل بقائها، وحتى كتاباتك التي وإن مضى عليها حوالي ربع قرن من الزمن، لا تزال شاهدة على صواب رؤيتك وسداد قراءاتك لواقع وحال الجزائر.. كان عمرك قصيرا، لكن ما تركته كان كبيرا يا عمر، كتبت عن واقع الجزائر المرير في أصعب مراحله، وقفت في وجه الرصاص بالقلم، كان سلاحك الكتابة، بينما كان سلاح أعداء الجزائر القنابل والرشاشات والسيارات المفخخة.. كانت كتاباتك كالشمعة المضيئة وسط ظلام دامس، كنت شجاعا وحاملا للأمل في فترة رحل فيها السلم وحمل فيها الأمل حقائبه، نددت بكل ما شوّه جمال الجزائر، وبكل من لعب بمستقبل أبنائها، فنديت بشعار “الجزائر لا تزال بخير”، وقفت بجانب المواطن الذي نخرت جسده الأزمة من كل الجوانب، وأصبح يجري وراء الخبزة والموت يلاحقه، كانت لك رؤية مسبقة لواقع ومستقبل الجزائر، وكانت لك الجرأة لقول كل ما كنت تراه وتفكر فيه، في وقت بقي القلة ممن استطاع الكلام. كان قلمك لا يتوقف عن سرد معاناة الجزائريين والفاتورة الغالية التي دفعها الشعب دون أن يأكل، الشعب الذي كان ضحية كل المؤامرات ولا يزال ساكتا، ليس جهلا أو حماقة، ولكن خوفا من تكرار أسوأ مرحلة قضى فيها الجاهلون على الأخضر واليابس، وحوّلوا كل ما ينبض بالحياة إلى مقبرة لا تشم فيها إلا رائحة الفساد والموت.إنها الجزائر التي ولدتك يا عمر، وولدت الكثير من أمثالك، كنت وفيا لها وكان نصيب وفائك أن دفعت الثمن حياتك وتركت الجزائر غارقة في دوامة اختلفت أشكالها وتعددت ألوانها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات