جزائريون يبتكرون طرقا جديدة للحرڤة بعيدا عن قوارب الموت

+ -

هم عشرات الشباب الذين يقضون يوما كاملا أمام مقر سفارة تركيا في شارع بوڤرة بالأبيار، قادمين من مختلف مناطق الوطن سعيا للحصول على تأشيرة، بعضهم للسياحة وآخرون للتجارة ونساء لزيارة قصر “حريم السلطان” وما خفي أعظم لدى الكثير منهم، خاصة فئة الشباب الذين يحملون في قلوبهم الحلم الأوروبي، على غرار آلاف السوريين والعراقيين الذين عجّت بهم القارة الأوروبية في الفترة الأخيرة. ويؤكد عدد من الشباب الذين التقينا بهم بالقرب من سفارة تركيا في الجزائر، أنهم لا يفكرون في العودة إلى الجزائر، وأنهم سيبذلون قصارى جهدهم لبلوغ الدول الأوروبية المتقدمة كألمانيا وفرنسا وإيطاليا وحتى النمسا، بعيدا عن المغامرة بحياتهم في عرض البحر والبحث عن طرق أخرى للهجرة غير الشرعية، حيث يجازفون بحياتهم فيها. بر.. بحر.. جو المهم بلوغ الحلم الأوروبييتفنّن بعض الشباب الجزائري باختيار أية طريقة لضمان الهجرة غير الشرعية، وعبر أية بوابة وجدت، برا أو بحرا، المهم هو الوصول إلى الضفة الأخرى للمتوسط. فبعد تجارب “الحرڤة عن طريق قوارب الموت” ،  قرر كثير منهم خوض تجربة أكثر أمنا وأخف ضررا، وهي بلوغ الأراضي التركية ثم التسلل إلى البلدان الأخرى، أي الوصول إلى اليونان ثم إلى الدول المجاورة لها، بمساعدة بعض الأتراك الذين يهرّبونهم برا وبحرا مقابل مبالغ مالية ضئيلة.يقول جمال من ضواحي البليدة، وهو تاجر ملابس نسائية، التقينا به بالقرب من سفارة تركيا في العاصمة دون أن نخبره أننا صحفيون، إن حلم الهجرة لأوروبا ظل يراوده طوال حياته، غير أنه تعذّر عليه الحصول على التأشيرة رغم الطلبات المتكررة التي تقدّم بها لدى سفارات دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما دفعه للقدوم الى سفارة تركيا قصد تمكّنه من الحصول على تأشيرة تفتح له المجال لبلوغ اليونان ومن تمّ دولة أوروبية متقدمة، كألمانيا أو فرنسا بعد قطعه للحدود إلى اليونان.  أما بشير من بومرداس، البالغ من العمر 26 عاما، فأكد أنه تلقى ضمانات بتمريره عبر الحدود البحرية من أنطاليا في تركيا، إلى جزيرة ساليناس في اليونان مقابل مبلغ  600 أورو عبر منطقة تسمى إيدرنا ومن ثم أدخل اليونان، وقد جمع بشير مبلغ 2800 أورو من خلال ممارسته للنشاط الفلاحي، حيث قام ببيع العنب طيلة موسم الصيف، حسب ما أكده لنا.جزائريون ينتحلون صفة لاجئين سوريين لبلوغ أوروباسألنا شاب آخر من العاصمة يدعى وليد، أكد لنا أنه ينوي فعلا “الحرڤة” عبر تركيا في حال ما إذا تم توقيفه، عن الطريقة التي تمكّنه من إكمال طريقه، فأجابنا بأن عصابات تهريب البشر في تركيا والمنتشرة بمنطقة اكسراي، اهتدت إلى طرق جديدة لتمريرهم ضمن قوافل اللاجئين السوريين والعراقيين الذين يجتاحون أوروبا خاصة اليونان في الفترة الأخيرة، غير أن وليد اشتكى في حديثه إلينا إلى صعوبات يجدها الكثير من طالبي التأشيرة من قبل مصالح سفارة تركيا بسبب اهتداء السفارة للطرق الاحتيالية التي يستعملها بعض الشباب للحرڤة إلى أوروبا.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات