+ -

“الآن حصحص الحق” وظهر التخبط السلطوي في موضوع اعتقال الجنرال بن حديد:- في البداية قالوا إنه مارس القذف على المقذوف فيهم... و”حرّشو” عليه من يرفع عليه دعوى قضائية... ولكن بعد استشارة أهل الاختصاص في القانون قالوا لهم... حكاية القذف لا تسمح باعتقاله في عملية حبس احتياطي لتخويف من قد يحذو حذوه في الحديث عن الوضع المتردّي للبلاد! فقاموا باستبدال التهمة إلى تهمة إفشاء أسرار عسكرية اطلع عليها خلال أداء مهامه !وسرعان ما تبيّن لهم بأن مثل هذه التهمة خطيرة جدا... فهي تتجاوز موضوع التخويف إلى الحكم بالمؤبد أو الإعدام، حسب القانون العسكري، فضلا عن أن توجيه التهمة بهذه الصورة “إفشاء أسرار عسكرية”، معناه أن ما قاله بن حديد هو بالفعل حقائق تأخذ طابع الأسرار العسكرية الخطيرة، وبالتالي تتطلب معاقبة من أفشاها بالشدة المطلوبة.. ولكن في الوقت نفسه، تضع الرأي العام الوطني والدولي أمام حقيقة المطالبة بفتح تحقيق جدي ومتابعة من ارتكب هذه الأفعال التي تحدث عنها بن حديد... وبالتالي، فإن من وجّه هذه التهمة بهذه الصيغة للجنرال بن حديد يكون قد ورّط السلطة أكثر مما ورّط بن حديد.لهذا سارع هؤلاء إلى تغيير التهمة من إفشاء أسرار عسكرية، إلى تهمة: “المس بمعنويات الجنود في المؤسسة العسكرية”!- وفي الحقيقة، فإن المسّ بالأمن المعنوي للجنود هو هذا الذي مارسته السلطة في موضوع التخبّط في حكاية إيجاد تهمة مناسبة للجنرال بن حديد... تهمة لا تجوّع الذئب ولا تبكي الراعي ! فمعالجة هذا الأمر على هذه الطريقة المؤسفة تجاوز المسّ بمعنويات الجنود، إلى المسّ بالأمن المعنوي للشعب كله! كيف هي حالة عدالة وسلطة تتخبط هذا التخبط في البحث عن تهمة مناسبة لجنرال كان كلامه نقدا واضحا لتسيير السلطة للبلاد.. ولا شيء غير ذلك؟!لاحظوا أن تهمة المساس بمعنويات الجنود هي تهمة مطاطة لا نعرف أين تبتدئ وأين تنتهي!المساس الحقيقي بالأمن المعنوي للشعب وجيشه هو استعمال السلطة بتعسف وبتخبط يثير الضحك، قبل أن يثير الشفقة على الوضعية التي وصلت إليها حالة السلطة في البلاد! إنني تعبان فعلا وجرحي يساوي في عمقه جرف جبال الأوراس!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات