العائلات المقصية: "أنصفونا نحن جزائريون أيضا"

+ -

عاش، أمس، حي “الرملي” بجسر قسنطينة في العاصمة، الذي تم ترحيل العائلات المستفيدة من سكنات جديدة خلال عملية الترحيل التي انطلقت الأربعاء الماضي، أجواء امتزجت فيها فرحة في نفوس المستفيدين، بحزن عميق للمقصين الذين اتخذوا من الملعب الجواري مأوى لهم ولأبنائهم المتمدرسين الذين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها مشرّدين ومرميين في الشارع دون سطح يأويهم، ودون دراسة.

كانت الساعة تشير إلى 11 و30 دقيقة عندما وصلنا إلى المكان، أمس، لم تكن التغطية الأمنية مثلما كانت عليه في الأيام الماضية، حيث سمحت هذه الأخيرة للسيارات والشاحنات بالعبور من ذلك الطريق الذي سد في الثلاثة أيام الأولى لانطلاق العملية، حيث اضطررنا للترجل من السيارة والتنقل مشيا على الأقدام إلى غاية القاعة الرياضية، أين يتواجد مكتب الطعون، بسبب الزحمة.طابور كبير وعشرات المقصين ينتظرون وصول دورهمونحن نقترب من مدخل القاعة، وإذا بطابور طويل للمقصين تشكل أمامه، وقفوا ينتظرون وصول دورهم في الدخول لتقديم طعونهم إلى اللجنة المختصة على مستوى الولاية وبعد دراسة أخرى لملفهم تنصفهم كل حسب الوثائق والإثباتات التي تقدم بها إليها بعدم استفادتهم السابقة، حيث سارع كل واحد منهم إلينا، فهذا قدم شهادة مدرسية في 1994، يقول إنه تمدرس وقتها في متوسطة بالبلدية، وآخر يقدم بطاقة الهوية التي سلمت في سنة 2007، ولكن ما اتفق عليه معظمهم أن لهم الأحقية في السكن ويأملون من اللجنة أن تنصفهم.كشفنا عن هويتنا لأعوان الأمن على مستوى المدخل، واتجهنا إلى مكتب الطعون، حيث أفاد نائب الرئيس المكلف على مستوى المكتب، بأنه تم إلى غاية ليلة أول أمس، استقبال نحو 1453 طعن، بينما بلغ عددها، أمس الأحد 257 طعن إلى غاية 15 مساء.رضع وأطفال صغار .. ونسوة يفترشن الشارعغادرنا القاعة واتجهنا إلى جوار الملعب البلدي، أين كانت عشرات العائلات تفترش الأرض تبكي حظها وما آل إليه حالها، نسوة شكلن جماعات، ينتظرن نتائج الطعون، وأطفال صغار ورضع في حجور أمّهاتهم، مشاهد كلها كانت تعكس لنا حجم المأساة والمعاناة التي وجد فيها هؤلاء أنفسهم ..

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات