+ -

أصبح العيش في المدينة هاجسا كبيرا وسببا في كثير من الأمراض التي تداهم الإنسان. وبالإضافة إلى التلوث والاكتظاظ وقلة النظافة وانتشار مختلف الآفات الاجتماعية، يعيش إنسان المدينة في ضجيج يكاد لا ينقطع ليل نهار. الضجيج الذي تسببه محركات السيارات والشاحنات والدراجات النارية، زيادة عن الاستعمال اللاعقلاني لأبواق المركبات، وكذا المفرقعات والبارود وغيرها، قد بات متعبا ومسببا للإرهاق والقلق والنرفزة وفقدان التركيز، لأن الضجيج يؤثر مباشرة على المراكز العصبية التي تصبح مضطربة وتتلف وظائفها، وقد يصاب الشخص في هذه الظروف بأمراض وعاهات للأبد، كما تنقص من مردود العمل، ما يتسبب في انهيار الاقتصاد. الكثير من الأشخاص الذين يعملون في ورشات يسود فيها الضجيج مصابون بالصم، ويسمى الصم المهني الذي يعد من الأمراض المهنية وتعوضه مصلحة التأمين.كل أنواع الضجيج مرهقة ومتعبة ومزعجة بنسب مختلفة ومتفاوتة، وابتداء من 90 ديسيبال يصبح الضجيج خطرا على الصحة، علما أن الكثير من المهن تكون فيها نسبة الضجيج أكثر من هذه القيمة كالطيارين وسائقي القطارات أو العاملين في ورشات التصليح أو المطبعات، بالإضافة إلى ضجيج الطرق والفضاء كالسيارات والدراجات النارية والشاحنات أو الطائرات..إن الاستعمال المبالغ للأبواق المركبات من قبل السائقين وسيارات الإسعاف والأمن والمطافئ وغيرها أصبح مثيرا للقلق حقا. وفي أغلب دول العالم يُمنع استعمالها في الليل وفي النهار إلا عند الضرورة، أما في بلادنا فالكل يلعب به كما يريد في الليل أو في النهار، وحتى الدراجات النارية التي تجول في منتصف الليل دون مخفض الصوت، غير مبالٍ صاحبها بما يسببه من قلق وإزعاج وأمراض عديدة ومختلفة. لقد مر أكثر من 50 سنة على منع استعمال أبواق المركبات في المدن في أغلب دول العالم كالولايات المتحدة وكندا وأستراليا، أما نحن فلا نبالي بهذا الجانب الحيوي إطلاقا، ولا أحد من المصالح المعنية انشغل بدراسة هذا الجانب الحساس، وتحديد قانون صارم يجنِّب الناسَ الكثيرَ من العناء ويحفظ لهم صحتهم وعافيتهم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات