+ -

 يرى الدكتور عزيز بن طرمول، أستاذ علم الاجتماع بجامعة وهران، بأن ظاهرة انقطاع الإنترنت التي عاشها الجزائريون مؤخرا أظهرت بأن هذه الأخيرة تحولت إلى ظاهرة اجتماعية بحتة، الأمر الذي يفسر ردود أفعال المواطنين التي تنوعت ما بين القلق والتشويش والانزعاج، وذلك إثر انقطاع خيوطهم الخاصة، سواء على مستوى الإعلام أو الاتصال أو الشبكة الاجتماعية. وحسب المتحدث، فإن خدمة الإنترنت باتت أمرا حيويا لا غنى عنه في أوساط عامة المواطنين، لدرجة أن بعض المشتركين أصبحوا يتشاجرون أثناء دفع فاتورة الاشتراك نهاية كل شهر، وذلك تفاديا لأي انقطاع للتدفق، مشيرا في ذات الوقت إلى الخدمات الكبيرة التي أصبح يوفرها الإنترنت في مختلف المجالات، سواء فيما يتعلق بالإعلام أو الترويج للأعمال الخيرية أو التضامن، أو التبليغ عن حالات الضياع .. وبالمقابل حذر بن طرمول من ظاهرة الإدمان على الإنترنت التي أصبحت تُدرس في علم الاجتماع بمختلف الجامعات الأوروبية، نتيجة انتشارها بشكل لافت، “باعتبار أن لها ارتباطات بالجانب النفسي والعقلي للمدمن، تماما مثل السجائر أو المخدرات، ويترتب عليها عواقب وخيمة تستوجب التفطن لها في الوقت المناسب، لاحتواء انعكاساتها السلبية خاصة لدى شريحة الشباب”.شهيناز زياد أستاذة بجامعة قسنطينة لـ “الخبر” “ما يربط الجزائر بعالم المعلومات مجرد خيط” قالت شهيناز زياد أستاذة بجامعة قسنطينة 3 لـ«الخبر”، إن من غير الممكن الحديث عن مجتمع معلومات في الجزائر لأنها لا تملك أي بنية تحتية تسمح بقيامه، موضحة “ارتباط الجزائر بالعالم الخارجي محصور في خيط إنترنت لا غير”، وهو ما يجعل الجزائر حسب ذات المتحدثة بعيدة كل البعد عما يعرف بمجتمع المعلومات الذي يتطلب قيامه توفر مجموعة من الشروط التي تسمح بالتأسيس لمجتمع كهذا، معلقة “نحن لا نملك هذه الشروط، والحادثة الأخيرة التي أدت إلى انقطاع خدمة الإنترنت خير مثال على ذلك”.وتعتبر الباحثة زياد أن عدم امتلاك التقنية المتمثلة أساسا في الإنترنت ليس وحده العائق أمام الجزائر من أجل الوصول إلى ما يعرف بمجتمع المعلومات، وإنما مشكلة التكوين في حد ذاتها تمثل عائقا كبيرا، وتؤكد من منطلق خبرتها وتعاملها مع الطلبة كأستاذة أن “الطلبة في الجامعة مازالوا لا يجيدون التحكم في أبسط التقنيات التكنولوجية وتوظيفها بطريقة سليمة في بحوثهم الدراسية، من حيث استخدام برامج وأجهزة العرض الإلكترونية”. وهو ما يوضح أزمة الرقمنة التي تعرفها الجزائر، ويُفترض أن الطلبة أكثر تحكما في التكنولوجيات الحديثة لاسيما في هذه المرحلة، باعتبارهم الفئة التي يُعول عليها لإحداث التقدم التقني والمعرفي في أي مجتمع.وعن تأثير انقطاع الإنترنت الأخير على حياة الطلبة، طرحت شهيناز زياد مشكلة الاعتماد الكلي على شبكة الإنترنت من حيث المصادر وإهمال الكتب المطبوعة، وهو ما يجعل الكثير منهم يقعون في ورطة بمجرد انقطاع الخدمة، مؤكدة “من لم يسبق له الاعتماد على كتاب ورقي يتحتم عليه خلال انقطاع الإنترنت تصفح الكتب مطبوعة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: