مآس بسبب التشوهات الخلقية الجنسية للمواليد

38serv

+ -

ينتظر الأهل بفارغ الصبر في قاعة الانتظار لمصلحة الولادة مولودهم الجديد، فينفتح باب غرفة العمليات فجأة، ويظهر طبيب التوليد مرتبكاً ليعلن عن نجاح الولادة وعن صحة المولود الجيدة، ولكن عندما يسأله الأب عن جنسه يتمتم بصوت خافت: “للأسف لا ندري إذا ما كان ذكراً أو أنثى، هناك التباس في أعضاء المولود التناسلية الخارجية ما يسبب صعوبة كبرى في تحديد جنسه”. هي حالات نادرة تكون فيها الأعضاء التناسلية الخارجية للمولود مشوهة، ومن غير الواضح إن كانت ذكرا أو أنثى، ما يجعل عائلته تشك في جنسه واعتباره وصمة عار، وقد تتكتم على الأمر طيلة حياتها، فيما يقع المواليد ضحية هذا الأمر.وكشف الملتقى الدولي الثاني حول جراحة المسالك البولية لدى الأطفال، الذي احتضنته ولاية سطيف نهاية الأسبوع، عن أحد الطابوهات الكبيرة التي يعاني منها أولياء الأطفال في صمت رهيب، حيث يظل هؤلاء في حيرة كبيرة من قضية تحديد جنس مولودهم بعد الولادة، بسبب تشوهات خلقية تصيب أعضاءه التناسلية، وهي القضية التي يعاني منها الكثيرون، لكنهم يفضلون التكتم على الأمر خوفا من نظرة المجتمع لابنهم مستقبلا. ودعا المختصون المشاركون في الملتقى الدولي الثاني حول “جراحة المسالك البولية عند الأطفال” الذي نظمته المؤسسة الاستشفائية المتخصصة الأم والطفل بالعلمة، والجمعية الوطنية لجراحة الأطفال، بالتنسيق مع جامعة فرحات عباس سطيف، إلى تعميم إنشاء مصلحة خاصة تتكفل بالحالات المستعصية التي تتطلب طاقما طبيا متكونا من عديد الاختصاصات التي من شأنها التكفل الأمثل بهذه الحالات، حيث أكد العديد من الدكاترة والأساتذة الذين حضروا الملتقى من تركيا وفرنسا وتونس، إضافة إلى مختصين ومتربصين وطلبة جامعيين من مختلف ولايات الوطن، أنه في كل 1000 حالة ولادة يتم تسجيل حالة واحدة بالجزائر، وأنه على كل 100 ألف حالة هناك حالة مرضية عبر الوطن.ويتم التكفل بهذه الحالات من خلال إجراء عمليات جراحية ناجحة، ورغم أن الأرقام تعكس تدني عدد الحالات المسجلة، إلا أن العبرة ليست بالأرقام بقدر ما هي خطوة لكسر أحد أهم الطابوهات التي ظلت وإلى حد اليوم تشكل حرجا كبيرا لعائلات المولودين المشوهين جنسيا، سواء اجتماعيا أو دينيا أو ثقافيا، لأن المشكلة يمكن أن تتطور مباشرة بعد الولادة إذا لم يتم إجراء الفحوص اللازمة من طرف المختصين لتحديد جنس المولود، ولا يمكن الفصل في بعض الحالات التي تتطلب بعض الأيام وبعض التحاليل للخروج بنتيجة مؤكدة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات