السيسي وحكومته والمرأة وكبار السن يحددون شكل البرلمان المقبل

+ -

لم يختلف المشهد الانتخابي العام في مصر في الجولة الثانية والأخيرة من انتخابات مجلس النواب التي انطلقت أمس وعلى مدار يومين عن المرحلة الأولى، حيث بقيت المرأة تنافس كبار السن أمام مكاتب الاقتراع. وبالموازاة، أدلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بصوته في إحدى اللجان بالقاهرة، وأعضاء حكومته وشيخ الأزهر الشريف ورجال الكنيسة وعدد من الشخصيات العامة والفنانين الذين ناشدوا الشباب النزول والمشاركة في العملية الانتخابية والإدلاء بأصواتهم.كما كان الحال في المرحلة الأولى، جرت المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب بمصر في أجواء هادئة تخللتها إجراءات أمنية مكثفة وغير مسبوقة. وتشمل المرحلة الأخيرة 13 محافظة، من بينها القاهرة ومحافظات القناة وشبه جزيرة سيناء، المنطقة الملتهبة في مصر. وتوقع ناخبون أن تؤدي الظروف الأمنية في شمال سيناء إلى تراجع الإقبال على الانتخابات البرلمانية، وتراجع الاهتمام بها بين سكان المحافظة. وفرضت الظروف الأمنية في شمال سيناء حالة من القلق بين سكانها بسبب إجراءات ملاحقة الجماعات المتشددة التي تقوم بها السلطات، وازداد القلق بسبب مقتل مدنيين من حين لآخر على أيدي هذه الجماعات بدعوى التعاون مع الأجهزة الأمنية، أو في أثناء الاشتباكات بين المتشددين وقوات الأمن، فضلا عن كارثة سقوط الطائرة الروسية التي زادت الأوضاع تأزما، خاصة بعد إعلان المحققين الروس بأن انفجار قنبلة كان وراء سقوط الطائرة.ولتأمين العملية الانتخابية، وضعت الأجهزة الأمنية في مصر خطة أمنية على أعلى مستوى لتأمين جميع اللجان الانتخابية وصناديق الاقتراع، وتفويت الفرصة على الخارجين عن القانون وإتمام الانتخابات البرلمانية، حيث دفعت وزارة الداخلية المصرية بأكثر من 180 ألف مقاتل من رجال القوات المسلحة بنطاق الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية، بالإضافة إلى الاستعداد والانتشار لدعم عناصر الشرطة المدنية، 20 ألف منهم لتأمين شمال سيناء لوحدها، وسط تحليق مكثف لطائرات الأباتشي. ورفضت غرفة عمليات الانتخابات بشمال سيناء نشر أسماء القضاة الذين يتولون الإشراف على اللجان الانتخابية هناك أو أماكن إقامتهم حرصا على حياتهم.وكما كان للمرأة المصرية دور حاسم وبارز في الاستحقاقات السابقة، حرصت هذه المرة أيضا على النزول بقوة والإدلاء بصوتها لاستكمال آخر محطة في خارطة الطريق التي وضعها الجيش بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، فنافست المرأة كبار السن أمام مكاتب الاقتراع التي شهدت حضورا مكثفا وتغطية واسعة لمختلف وسائل الإعلام المصرية والعربية والأجنبية، فكان التواجد الإعلامي غالبا على حضور الناخبين، حيث يبلغ عدد ناخبي محافظات المرحلة الثانية أكثر من 28 مليونا و204 ألف، يدلون بأصواتهم داخل 102 لجنة عامة و13 ألف و858 لجنة فرعية و5 آلاف و622 مركز انتخابي.وفي السياق، يتوقع الدكتور يسري العزباوي، الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن ترتفع نسبة المشاركة في الجولة الثانية نوعا ما بالمقارنة مع الجولة الأولى، لكنه رجح هزيمة كبيرة لحزب النور السلفي الذي تراجع كثيرا، ولم يتمكن من حصد سوى 10 مقاعد فقط في المرحلة الأولى. وأضاف قائلا في تصريح خص به “الخبر”: “الدعاية السوداء الموجهة ضد حزب النور قللت حظوظه في الحصول على مقاعد أكثر في البرلمان المقبل، ولديه 80 مرشحا في المرحلة الثانية، وأتوقع أن يحصل على نسبة مماثلة في المرحلة القادمة، وسيحصد 15 إلى 20 مقعدا من إجمالي المقاعد بالبرلمان، خاصة أن شكل البرلمان بدأ يتضح بحصد المستقلين الأغلبية، لكن لن يستطيع أي حزب تشكيل الحكومة منفردا، إلا بموافقة ومشاركة 3 أو 4 أحزاب أخرى”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات