+ -

بنظرات مترقبة ينتظر الأولياء خروج أبنائهم في المدارس في المدية، إنها لحظات صار يشعر فيها الولي بنوع من الحيرة والخوف، خوف من شبح اسمه “اختطاف الأطفال”. في الصباح وفي الظهيرة والفترة المسائية، لا تمر بمدرسة ابتدائية أو متوسطة إلا وترى جمعا من الآباء والأمهات في مدخلها.«الشارع لم يعد آمنا، بعد أن صرنا نسمع بحوادث الاختطاف المتكررة التي تطال أبناءنا”، يقول متقاعد خصص كامل ساعات وقته لمرافقة ابنتيه ذهابا وإيابا من وإلى المدرسة بحي ثنية الحجر أعالي المدينة، قبل أن يضيف: “لا بد أن نكون يقظين، فالمجرم يصطاد عادة ضحاياه في غفلة من الأولياء”.هذه الحيرة كان يتقاسمها كثير من الأولياء الذين التقت بهم “الخبر” في جولة قادتها إلى بعض المؤسسات التربوية في مدن ولاية المدية، حيث تقول سيدة أُخرى والدة لطفلين: “اضطررت لتزويد ابني بهاتف نقال مسجلة عليه أرقام النجدة، رغم منع إدارة المدرسة التلاميذ من حمله.. لكن للضرورة أحكاما”.وتصف محدثتنا التي كانت تنتظر ابنتها أمام ابتدائية الشهيد محمد بلجباس وسط المدينة فتقول: “أغرب ما يجري بمدينة المدية مثلا أن بعض الناقلين الخواص يرفضون أن يقلوا التلميذ بمفرده، ما يحتم على أبنائنا الانتظار طويلا في محطة النقل، ويتأخرون في العودة إلى بيوتهم”.وسألنا مفتشا تربويا بالقطاع عن الموضوع فقال: “لم تحدث أي حالة اختطاف أو تعدٍ على التلاميذ في المدية إلى غاية الساعة، وتدفق الأولياء والمرافقين على محيط المدارس بهذه الكثافة ليس ظاهرة صحية، حيث يكون هذا حتما على حساب حاجيات عائلية أخرى”.وأمام كثرة المخاوف لدى العائلات هذه الأيام، ورغم حرص المصالح الأمنية على تنفيذ مخططها الوقائي الجواري للمدارس، بلغ الحذر لدى الكثير من الأولياء حرمان أبنائهم من ارتداء الثياب الجميلة والمميزة التي من شأنها أن تتسبب في إثارة انتباه المجرمين، فيما انتقد آخرون تأخير إدارة المؤسسات التربوية موعد مغادرة التلاميذ مدارسهم في آخر اليوم، بحجة تلقيهم دروس الدعم أو دروس المعالجة أو أي إجراءات من قبل إدارات المدارس دون علم مسبق للأولياء بها.  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: