+ -

 اقتنع مدرب المنتخب الوطني كريستيان غوركوف، أخيرا، بأن الضغط الذي عاشه لشهر كامل، والحملة التي طالته منذ الوديتين السابقتين أمام غينيا والسينغال على التوالي، لم يكن بريئا، وبأن رئيس الاتحادية له يد في كل ما حدث له، على الأقل من باب تحاشي محمد روراوة حمايته.وبالعودة إلى مسلسل “الطلاق المبرمج” من جانب أحادي، فإن ما نشرته “الخبر” بعد مباراة “الخضر” أمام لوزوتو ضمن تصفيات “كان 2017”، بشأن تحضير رئيس الاتحادية لإقالة غوركوف، تأكد مع مرور الوقت، رغم حرص محمد روراوة، في تلك الفترة، على نشر “تكذيبات” بتصريحات أدلى بها للقناة الإذاعية الثالثة، في محاولة لضرب مصداقية “الخبر” والقول بأنه رئيس يدعم مدربه ويثق في قدراته. ولم يصمد رئيس الاتحادية لأكثر من شهر، حتى وجد نفسه مضطرا لكشف أوراقه من خلال “تعمده” دفع الإعلام الجزائري إلى الإبحار في قراءات لتصريحاته ومواقفه بعد وديتي غينيا والسينغال، خاصة بعد الهالة التي أعقبت الوجه الهزيل لـ«الخضر”، حتى يجعل كريستيان غوركوف، من خلال اطلاعه على تقارير الإعلاميين وتحاليل الفنيين، يشعر بأنه فقد الدعم والحماية، في خطوة أولى لتحضيره نفسيا إلى طلاق وشيك.وما يدعم هذا الطرح، حرص رئيس الاتحادية على عدم نشر أي “تكذيب” على الموقع الرسمي لـ«الفاف”، رغم إجماع الإعلام الجزائري، بصحفه الشاملة والمتخصصة، على أن “الرجل القوي” في الاتحادية بصدد وضع استراتيجية جديدة، لجعل غوركوف يشرب من نفس كأس وحيد حاليلوزيتش ورابح سعدان.والغريب في موقف محمد روراوة، الذي لم يدخر جهدا من أجل “تكذيب” أخبار صحيحة وحقيقية نشرتها “الخبر” بعد مباراة لوزوتو، حين راح يصف غوركوف بالمجنون والضعيف، ويهدد بإقالته حين كانت المباراة متجهة إلى الانتهاء بالتعادل (قبل أن يسجل سوداني هدفين)، أنه بقي يتفرج على الإعلام وهو يسبح في حيثيات الخلاف غير المعلن بين الرجلين، دون أن يقوم بالخطوة التي انتظرها المدرب الوطني، لتأكيد وقوفه بجانبه، وهي قطع الشك باليقين، والقول إنه (روراوة) لا يفكر لا في رونار ولا في أي مدرب آخر، وبأنه يثق، دائما، في غوركوف.ويأتي ذلك، كون رئيس الاتحادية سارع، بعد “كان 2015”، إلى توفير الحماية لمدربه، رغم الانتقادات التي لاحقته عقب الخروج من دورة غينيا الاستوائية في ربع النهائي دون التتويج باللقب القاري، لكن موقفه لم يكن نفسه حين تعرض غوركوف لنفس الموقف بعد وديتي غينيا والسينغال.حديث غوركوف لـ«الخبر” عن الضمانات وعن عدم قدرته على العمل في أجواء متوترة، وحرصه على المطالبة بالصرامة، هي رسالة موجهة لرئيس الاتحادية دون غيره، وهو مؤشر قوي على أن المدرب السابق لنادي لوريون الفرنسي اكتشف متأخرا الوجه الآخر لرئيس “الفاف”، ما جعله يؤكد أنه مصدوم للغاية، كون ما تناولته “الخبر” بعد مباراة لوزوتو، هو حقيقة، حجبها روراوة عن عيون مدربه، بعد “تكذيباته” غير الصحيحة التي انتهى مفعولها وصلاحيتها بعد أقل من شهر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: