+ -

تاجر يزيد على الثمن الأصلي للمبيعات أكثر من نصفه حتّى يربح في تجارته ولو على حساب المشترين الغافلين عن حقيقة الأمر والمضطرين إلى شرائها، فما حكم ذلك؟ خلق الله الخلق ليعبدوه وليوحّدوه، وسخّر لهم ما في الأرض ليتسنّى لهم عمارتها ويسهل عليهم العيش فيها والتنعّم بما أحلّ الله منها ومن طيّباتها، وحثّ المؤمنين على السّعي من أجل الحصول على الرزق الحلال كوسيلة من وسائل تحقيق العبودية لله جلّ جلاله، ونهاهم عن التّواكل والخمول.والتّجارة وسيلة من بين تلك الوسائل الموصلة إلى تحقيق الغاية العظمى، وقد ورد في الكتاب والسنّة وعمل السّلف الصّالح نصوص وآثار مبيّنة لأحكام تتعلّق بالتّجارة وبحلالها وحرامها، يجب على التاجر معرفتها والسّؤال عنها للعمل بها حتّى يصدق فيه قول الله سبحانه وتعالى: ”فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالأَصَالِ *  رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ *  لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ” النّور 36-38.ويصدق فيه قوله صلّى الله عليه وسلّم ما معناه: ”التّاجر الأمين الصّدوق مع النّبيّين والصدّيقين والشّهداء والصّالحين” حديث ضعيف أخرجه الترمذي والحاكم، فينبغي على التّاجر الحرص على أن لا يدخل بيته فلس واحد من الحرام، ويجوز للتاجر أن يزيد في مبلغ السّلعة الّتي اشتراها بقيمة معقولة، أمّا أن يزيد نصف قيمتها فهذا أكل لأموال النّاس بغير حقّ.قال الله تعالى: ”وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ” البقرة:188، وقال صلّى الله عليه وسلّم: ”رحم الله امرء سَمْحًا إذا اشترى سمحًا إذا باع” رواه البخاري. والله أعلم. امرأة ماتت وكان عليها دَيْن، ويتمثّل في أيّام من رمضان، كانت تفطرها لعذر شرعي ”الحيض أو النّفاس” وذلك منذ 34سنة، ولم تقضها حتّى ماتت إذ كانت تفطر في كلّ عام ولا تقضي ما أفطرته، وهذا طيلة 34سنة؟  جاء في الحديث أنّه: ”إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث: صدقة جارية، أو عِلم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له” أخرجه البخاري في الأدب المُفرَد ومسلم، وهو حديث صحيح. ونسأل الله أن تكون ولدًا صالحًا لأنّك تريد معرفة الحكم الشّرعي في مسألة والدتك حتّى تنجّيها من عذاب الله، وقد سأل أحد الصّحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن دَيْنٍ على أمّه، الّتي ماتت، هل يقضيه؟ فقال: ”.. فدَيْن الله أحقُّ أن يُقضى” أخرجه البخاري ومسلم، فبالإمكان عدّ تلك الأيّام الّتي أفطرتها وتوزيعها على أبنائها، يصوم كلّ واحد منهم أيّامًا منها، وإن لم يستطيعوا ذلك، فلهم أن يُكثروا من الصّدقة عليها والدّعاء لها. والله الموفّق.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات