الأمانة أساس الحياة في المجتمع الإسلامي

+ -

 يأمرنا ربّنا جلّ وعلا بأداء الأمانات إلى أهلها حين قال: {إنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعّما يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} النّساء:58. وفي الحديث الّذي رواه ابن جرير وأخرجه الشّيخان: ”أدّ الأمانة إلى مَن ائتمنك ولا تَخُن مَن خانك”.وهو يعمّ جميع الأمانات الواجبة على الإنسان من حقوق الله عزّ وجلّ على عباده من الصّلاة والزّكاة والصّيام والحجّ والجهاد بالنّفس والمال في سبيل الله والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر وإصلاح ذات البين والنّصيحة وحُسن المعاملة مع خلق الله والكفّارات والنُّذور وغير ذلك ممّا هو مؤتمن عليه لا يطّلع عليه العباد، ومن حقوق العباد بعضهم على بعض، كالودائع وغير ذلك ممّا يأتمنون به من غير اطّلاع بيّنة على ذلك فأمر الله عزّ وجلّ بأدائها، فمَن لم يفعل ذلك في الدّنيا أخذ منه ذلك يوم القيامة كما ثبت في الصّحيح أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”لتؤدن الحقوق إلى أهلها حتّى يقتصّ للشّاة الجماء من القرناء”.هذه هي تكاليف الجماعة المسلمة وهذا هو خلقها: أداء الأمانات إلى أهلها، والحكم بين النّاس بالعدل على منهج الله وتعليمه. والأمانات تبدأ من الأمانة الكبرى.. الأمانة الّتي ناط الله بها فطرة الإنسان، والّتي أبت السّماوات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان، هذا الّذي أراده سبحانه وتعالى أن يكون له في الأرض خليفة ليصلح ويزرع الخير ويُزيل كلّ فساد.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات