المدرب الوطني يعترف بحواره مع "الخبر"

+ -

 بعد خمسة أيام كاملة على صدور الحوار الحصري الذي خص به المدرّب الوطني جريدة “الخبر”، والذي أحدث زلزالا على مستوى “الفاف”، وشكّل حدثا إعلاميا منقطع النظير، راح رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم يُرغم كريستيان غوركوف، تحت الضغط، على نشر “توضيحات”، دون أن تكون له الجرأة على تكذيب ما جاء في الحوار.البيان الذي نشرته “الفاف”، أمس، على موقعها الرسمي، ونُسب للمدرّب الوطني، يحمل في طياته دلالات قوية على أن روراوة نفسه، مقتنع تمام الاقتناع بأن “الخبر” حاورت فعلا المدرّب الوطني، وما يؤكد هذا الطرح، انتظار الاتحادية خمسة أيام بعد صدور الحوار، دون أن تنشر لا تعقيبا ولا توضيحا ولا تكذيبا أيضا، كما أن المدرّب الوطني كريستيان غوركوف لم يتصل بصحفي “الخبر” خلال كل تلك الفترة لتكذيب إجرائه للحوار، ولم ترد إلى الجريدة أيضا أي مراسلة رسمية منه بهذا الخصوص.وما يثير الانتباه في “توضيحات” المدرّب الوطني، إعلانه صراحة، في بيانه، بأنه تحدث فعلا هاتفيا مع “شخص”، على حد تعبيره، ليقول “تلقيت اتصالا هاتفيا، وحين كنت أردّ ببساطة وبأدب على الاتصال من شخص، تبيّن بأنه صحفي”، ليواصل “عدة معلومات خاطئة تم نشرها وتداولها”، ليزعم بأنه لم يخص، بالمقابل، أي صحفي بحوار خاص.وغفل المدرّب الوطني، أو تغافل، وهو يدوّن مضطرا التوضيح، بأنه لا يوجد عاقل يُصدّق بأن المدرّب الوطني يجيب على اتصال من شخص مجهول، ويجد راحته في الحديث معه لمدة 32 دقيقة و48 ثانية، ويتبادل معه أطراف الحديث حول نقاط تتعلق بالمنتخب وبمستقبله وبموقفه من رئيس الاتحادية، ويقدّم توضيحات حول موقف التقنيين الجزائريين ومن الصحافة الرياضية الجزائرية ومن الجماهير أيضا.وتمحور توضيح غوركوف في ثلاث نقاط، وهو ما يؤكد، مرة أخرى، بأن الأمر يتعلّق بالتوقف عند نقاط محددّة لحوار حقيقي، كون الحوارات يُجريها الصحفيون وليس الأشخاص العاديين أو المجهولين، وجاء في النقطة الأولى، التي حرص رئيس “الفاف” شخصيا على تسليط الضوء عليها لإرضاء التقنيين الجزائريين، القول بأنه لم ينعت هؤلاء إطلاقا بعديمي الكفاءة أو أنهم لا يفقهون في كرة القدم، غير أن غوركوف، يضيف في توضيحه كلاما يلفه الغموض من جديد حول حقيقة هذا التوضيح، بالقول: “بالمقابل، حاولت تفسير بأن بعض الأشخاص، المتواجدين في بلاتوهات التلفزيونات لا يفهمون نهجي التكتيكي”.ومجرّد اعتراف غوركوف بإجابته على سؤال يتعلق بموقف التقنيين الجزائريين منه، دليل آخر على أن الرجل كان بصدد إجراء حوار، طالما أنه يجيب على سؤال صحفي، وليس شخصا مجهولا، وإلاّ لكان قد اعتذر عن الجواب، وشدّد لمحدثه بأن الأمر لا يتعلّق بحوار.وتحدث غوركوف في النقطة الثانية عن حديثه عن الرحيل في حال الفشل في التأهّل إلى الدور الثالث لتصفيات المونديال، مؤكدا بأن ذلك قرار منطقي على ضوء عقده المبرم مع الاتحادية، غير أن هذه النقطة لم ترد في الحوار أصلا، كما أن غوركوف أعلن عن ذلك في ندوة صحفية بحضور الأسرة الإعلامية الجزائرية بملعب 5 جويلية الأولمبي. أما النقطة الثالثة والأخيرة، فهي قوله بعدم تقديم أي شروط، من باب أن علاقته مع “الفاف” تحددها بنود عقده، غير أن المدرّب الوطني، يضيف، مرة أخرى، عبارة تناقض “توضيحاته”، بقوله “لكن كان ضروريا أن ألتقي رئيس الاتحادية... من أجل تقديم الحصيلة بعد الدور الأول من تصفيات كأس العالم 2018، وأخذ التدابير اللازمة للمستقبل”.وما قاله غوركوف في حواره مع “الخبر” بخصوص الشروط الموضوعة، هي الصرامة بالدرجة الأولى، كونه اقتنع بأن الظروف غير مواتية للعمل، وبدا المدرّب الوطني متأثرا جدا من الموقف العدائي للإعلام الجزائري منه، بينما تناقلت كل وسائل الإعلام، بعد مباراة تنزانيا، تصريح غوركوف “سأعود إلى فرنسا لأرتاح يومين، وسأعود من أجل الاجتماع برئيس الاتحادية، والنظر في مستقبلي مع المنتخب”، وهو التصريح الذي أحدث ضجة، وكان إعلانا صريحا بأن الاجتماع المقرر لم يكن لتقييم الحصيلة، إنما لتحديد مصيره.وكشف مصدر من “الفاف” بأن رئيس الاتحادية مقتنع تمام الاقتناع بأن المدرّب الوطني أدلى فعلا بحوار حصري لـ«الخبر”، مستدلا بوجود 19 سؤالا، وبطريقة إجراء الحوار، والمعلومات التي وردت فيه، ولم يتم الاتفاق، عقب الاجتماع، على نشر أي توضيح، غير أن مقال “الخبر” الصادر أمس بعنوان “غوركوف يصفع روراوة ويبقى على رأس الخضر”، أثار غضب محمّد روراوة، وأرغم مدرّبه على القيام بذلك، رغم أن كريستيان غوركوف لم يتحمّس لتكذيب حوار حقيقي، ما جعل المدرّب، يضيف مصدرنا، يكتفي بتوضيح محتشم، هو في الحقيقة اعتراف صريح منه بإجرائه الحوار.نلفت الانتباه فقط إلى أن صحفي “الخبر” اتصل بالمدرّب الوطني يوم السبت 21 نوفمبر 2015، عن طريق الهاتف، لكن المدرّب الوطني لم يردّ، ثم بعث له برسالة قصيرة يقول نصها “كوتش، معك رفيق وحيد، صحفي بجريدة “الخبر”، الجزائر، الصحفي الذي تم منعه من حضور الندوة الصحفية”، وحدث ذلك في الخامسة وخمس وعشرين دقيقة، وعاود غوركوف الاتصال، بناء على ذلك، في تمام الساعة السادسة وست وثلاثين دقيقة، وتبادل مع صحفي “الخبر” أطراف الحديث، واعتقد غوركوف بأن الأمر يتعلق بصحفي “كومبيتيسيون”، الذي تم منعه أيضا من حضور الندوة الصحفية، ليؤكد له صحفي “الخبر”، بأن رئيس “الفاف” منع صحفيين اثنين، واحد من “الخبر”، والآخر من “كومبيتيسيون”، وبعدها تم الاتفاق على إجراء الحوار الذي استغرق 32 دقيقة و48 ثانية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات