+ -

 مواجهة كلامية عنيفة بين حنون وسعداني، ومن ورائه وخفية علي حداد “مدير نقابة” باترونا تخترقها طموحات سياسية. فالمنتدى الذي رفعته أحزاب السلطة ربط مصيره بمصيرهم. وسيبقى عالقا ما بقيت أحزاب التحالف معلقة بمحيط الرئيس. فماذا تخفيه صراعات الظل وتكتلات الظل وتحالفات الظل بين سياسيين مختلفين في كل شيء، ورجال مال يتنافسون على كل شيء؟تراجع دور الرئيس بوتفليقة في تسيير شؤون البلاد تسييرا مباشرا لم يقابله ضعف في تحريك واجهات الحكم. وإذا ما أخذنا كمثال عدم تناسق تصريحات بن صالح مع ولد خليفة، الرجلين الثاني والثالث في الهرم البروتوكولي، حول توقيت تعديل الدستور، يصبح التكهن ممكنا بأن رأس الدولة يلعب بالجميع. يوجه هذا وجهة تخالف ما يوجه به ذاك. ساهرا على نشر صورة تشتت للحكم، حتى نظل منخدعين بوهم وجود تناقضات جديدة في هرم السلطة. يتفق الكثير من المؤرخين الجزائريين في إعطاء وصف للنظام الجزائري، وحصره في صورة النظام الذي جاءت به تناقضات خارقة وصراعات قاتلة. فما كان له إلا أن ينمو سنة بعد سنة، وتجربة بعد أخرى، على أنقاض صراعات تنفجر بين فترة وأخرى، كما تنفجر البراكين للتنفيس عن مكنونها. قد نتكهن بأنه سيسقط غدا. كما يمكن توقع تعميره بعمر جيل آخر. فالمنطق لا يجد ظلا، ولا مكان له داخل حسابات ما يجب أن يكون عليه التطور السياسي لأزمة عمرها اليوم من عمر أول دستور جزائري. فكيف نتعامل اليوم، والآن وبجد، مع تصريحات مسؤولين، لا علم لهم ولا قوة لهم يقولون الشيء ونقيضه؟ يؤكدون ليكذب بعضهم البعض الآخر. لا نكتشف العيب الموجود في النظام السياسي اليوم. وإنما تعودنا مع مرور الوقت على تقدير تلك التناقضات والصراعات على أنها جزء طبيعي من نظام مغلق بطبعه على سلوك الانفتاح. ومتفتح على أشكال الانغلاق. فما يجريه من تزويق وإصلاحات باسم الانفتاح هو للتمويه على تشدده. فنظامنا السياسي مغلف بشمع يقاوم تسرب قطرات التغيير. يظهر وجها ليخفي به وجهه الحقيقي، وهو التلذذ بالصراعات العلنية وبتناقضات المحيط. ما تخفيه صراعات الظل وتكتلات الظل وتحالفات الظل، أن عمليات تجديد دم مقاومة التغيير مستمرة. قد تأتي في شكل تغيير دستوري، أو في صورة تغيير حكومي، أو عن طريق قرارات وقوانين، تتكيف شكلا مع متطلبات واقع دون التجاوب معه. ليبدو الأمر وجود تجاوب مع متغيرات ومطالب، سيتم إهمالها أو تجاوزها في أول محطة. الدرس الأساسي والكبير الذي يسطع أمامنا منذ أعوام، يتمثل في تراجع مستوى اللعب. لم نعد نشاهد أداء فنيا بمستوى مراكز اللاعبين. وكأن الفرق تم تشكيلها عمدا من احتياطيين، حتى يسأم الرأي العام من السياسة ويبتعد عن السياسيين. فهجرة الرأي العام فيها الخير الكثير للعرابين. بعد سنة أو خمس سنين سنتذكر وجوه المرحلة الحالية. ومثل اليوم، سنسترجع ذكريات أحداث صنعتها وجوه شغلت اهتمام الرأي العام سنوات التسعينات بسلوكها وعملها. لا يخطئ حزب “الأفافاس” التقدير عندما يقول إن قدوم رئيس جديد لن يؤدي إلى تغيير في طبيعة النظام. فقد تعاقب الرؤساء ورحلوا، وبقي النظام السياسي مشمعا[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: