"نسعى لمساعدة الشباب على تجديد أفكارهم ودعمهم ماليًا لتصميمها"

أكّد الدكتور محمد مراد بن عصمان، المتأهّل لنهائي برنامج “نجوم العلوم”، في حوار خصّ به “الخبر” قبيل إعلان الفائز بالبرنامج في الدوحة، أنّ إحساسًا كان يراوده بعدم تمكّنه من الفوز بالمرتبة الأولى، بسبب عدم اهتمام الشعب الجزائري بالتصويت عبر الرسائل القصيرة، إلى جانب غلاء المكالمات الهاتفية.كيف راودتك فكرة المشاركة في “نجوم العلوم”؟ عملتُ على الفكرة لمدّة 5 سنوات من الناحية النّظرية فقط، ويعتبر تجسيدها حلما راودني منذ فترة طويلة، إلاّ أنّي اكتشفتُ برنامج “نجوم العلوم” عبر الفايسبوك، فترشحت والحمد لله..كيف كان انطباعك عند الإعلان عن الفائز الأول حين كانت الأنظار متوجهة إليك؟ في الواقع كنتُ شبه متأكد من عدم الحصول على المرتبة الأولى، وهذا راجع إلى أن الجزائر البلد الوحيد الّذي لا يمكنه التّصويت عن طريق الرسائل القصيرة، أضف إلى ذلك أنّ المكالمة كانت باهظة الثمن، لكنّني قلت لنفسي لا يجوز لي إلاّ أن أكون سعيدًا، لكوني وصلت إلى النهائي بعد عمل جاد في هذا البرنامج.وكانت فرحتي أن أُظهِر للجمهور الجزائري أنّ النّجاح بالنسبة لي هو تصويت لجنة التّحكيم وليس تصويت الجمهور. كما أنّي رفعتُ العَلم الجزائري وهذا مبعث آخر للسّعادة، وأخيرًا حصلتُ على المرتبة الأولى في Incubateur الّذي سيساعدني في المضي قدمًا في مشروعي. كما أردتُ أن أمنح للشعب الجزائري هدية وذكرى سعيدة لأنّه شعب يحتاج إلى السعادة للتقدّم.كيف ترون تبني “مؤسسة قطر” لاختراعكم وتصنيفه أوّلاً لرعايته؟ حصولي على المرتبة الأولى في l’incubateur في QSTP هو امتياز كبير يحلم به الجميع، نظرًا للدعم الّذي يمنحه من أجل تطوير مهاراتنا في مجال التسويق.ألا تعتقد أنّ هذا التبني ربّما ينزع عنه صفة “أنتج في الجزائر”؟ عدم إضاعة الفرص هو أمر تعلّمته في حياتي، وهذا ما سأفعله مع QSTP الّتي ستساعدني على تطوير النموذج الّذي اخترعته، إلى جانب دراسة السوق العالمية للأجهزة الطبيّة، لكن إنتاج الجهاز سيتم في الجزائر وسيقتصر على السوق المحلية، ويأتي التّصدير فيما بعد.هل تعتقد أنّ حُلمك قد تحقّق؟ حلمي أنّ الجهاز الطبي الّذي طوّرته في “نجوم العلوم” شغّال، وسأسعى لأحصل على الدعم من الجزائر لصناعته في الجزائر، كي أبيعه أوّلاً في السوق المحلية، ثمّ تصديره إلى الخارج تحت مسمّى “صُنِّع بالجزائر”، وحتّى أثبت للشباب الجزائري أنّي قبل 5 سنوات كنتُ شخصًا عاديًا، ولمّا جاءت الفكرة غيّرت من حياتي.هل هناك مشاريع أخرى تسعى لتحقيقها الآن؟ أعمل الآن مع أساتذة في جامعة عين تموشنت لوضع برامج نساعد من خلالها الشباب على تجديد أفكارهم، وتنظيم مسابقات علمية، إلى جانب دعمهم ماليًا لتصميم أفكارهم.من هو الدكتور محمد مراد  بن عصمان؟ تَملَّك والدَ مراد شعورٌ أكيد بأنّه سيصبح طبيبًا عندما يكبر. ولكن أثناء مشاركته في إحدى الدورات التدريبية في علم الأحياء والطب، وجد مراد نفسه يحلم بالهندسة الكهربائية والتقنية. ولحسن الحظ، وجد ضالته في الهندسة الطبية الحيوية، إذ اكتشف في هذا النوع من الهندسة رابطًا يجمع بين كافة المجالات. وغمر الفخر والديه عند تخرّجه من جامعة تلمسان في الجزائر بعد حصوله على شهادة الدكتوراه.والمبتكر البالغ من العمر 29 عامًا نال عبر ابتكاره جهازا خاصا ومتميّزا يحمل بصمته، “محلل نفسي عبر تخطيط القلب”، براءة اختراع لجهازه المراقب لسرعة ضربات القلب للتحقّق من الإصابة بالإجهاد وأمراض القلب.وانطلاقًا من معرفة الطالب الجزائري بأنّ النّجاح لا يأتي على طبق من ذهب، وبعد حصوله على منحة دراسية من جامعة لينكوبينغ في مملكة السويد، فاز مراد بمسابقة الاختراع متفوّقًا على زملائه القادمين من مختلف أنحاء أوروبا. وبذل بعد ذلك جهودًا كبيرة لتسجيل براءة اختراعه. في الوقت نفسه، أصبح مراد زوجًا ومن ثمّ أبًا، ما دفعه إلى استغلال كلّ طاقاته ومعرفته لتحقيق المزيد من النّجاح.  

نبذة عن المشروع يوفّر جهاز الدكتور محمد مراد بن عصمان “المحلل النّفسي عبر تخطيط القلب” (Digiheart) بيانات مفيدة تتيح لخبراء الصحة تقديم نصائح حول كيفية تجنّب الأمراض، غير أنّه يصعب تحديد سرعة ضربات القلب في حال كان ارتفاع معدل ضربات القلب ناجما عن القيام بمجهود بدني، مثل صعود الدرج أو غيره من الأنشطة التي تسرع من عدد ضربات القلب أو أثناء المرور بحالة من التوتر والإجهاد. ويعتبر جهاز “المحلل النّفسي عبر تخطيط القلب” أوّل جهاز من نوعه مخصّص لمراقبة ضربات القلب والتمييز بين التوتر الذهني والإجهاد البدني. وللقيام بذلك، يستخدم الجهاز حسّاسات لتحديد وجود أو غياب الحركة البدنية، ويمكن للأطباء من خلال ذلك تجميع أكبر قدر ممكن من البيانات الدقيقة، كما يسمح للمرضى بمراقبة أداء قلبهم وتحسين حالتهم الصحية. وقد أبهر الشاب الجزائري أعضاء لجنة التحكيم من خلال شرحه لكيفية تعزيز تصميمه لبساطة وكفاءة الجهاز