مدن جديدة دون مقابر وقبور لم تغلق منذ القرن الماضي

+ -

تعاني المقابر الـ36 الموجودة على مستوى بلدية قسنطينة من الضغط خاصة بالمقبرة المركزية التي يعود تواجدها إلى الفترة الاستعمارية، فيما يخف هذا الضغط على مستوى المقابر المتناثرة بالبلديات الأخرى لقلة التواجد البشري بها مقارنة مع البلدية الأم.لاتزال العديد من القبور على مستوى المقبرة المركزية وأهم المقابر على غرار مقبرة “زواغي”، “القماص” و”بومرزوق” ببلدية قسنطينة، تواجه صعوبة في استيعاب الموتى أثناء عملية الدفن، حيث يقصد أهالي الموتى البلدية من أجل الحصول على رخصة الدفن، ليصطدم أغلبيتهم بعدها بصعوبة الحصول على مساحة من أجل مواراة فقيدهم التربة، كون السلطات الولائية قد اكتفت ومنذ سنوات بعدد المقابر الموجودة، ولم تقدم مشاريع جديدة في هذا الجانب رغم تزايد عدد السكان، وأحسن مثال على ذلك هو المدينة الجديدة علي منجلي وماسينيسا التي تضاهي تركيبتها السكانية الولاية ككل، اللتان لم تستفيدا من مقبرة رغم الطلبات الكثيرة لقاطنيها، حيث لا يجد أصحابها مكانا لدفن موتاهم سوى مقابر مدينة قسنطينة والبعض منها الموجودة في الخروب. وحسب ما أفاد به بعض حراس المقابر التي زارتها “الخبر”، فإن أغلبية من يدفنون موتاهم يعيدون فتح قبور تعود لعائلاتهم منذ القرن الـ19 يرقد فيها أجدادهم الأوائل، وأمام غياب المساحات وإكرام موتاهم بالإسراع في دفنهم، يضطرون لوضع موتاهم فوق تلك القبور التي تفتح كل مرة، هذه الأخيرة لم تغلق نهائيا منذ تلك القرون، وتستغل مع كل حالة وفاة في العائلة مع احترام فارق 5 سنوات عن كل عملية دفن، وهي المدة التي تخلق بعض المشاكل في حال توفي أحد الأقارب في تلك المدة.في سياق ذي صلة، تطرق بعض الحراس إلى قضية الشجارات والمشاحنات التي تحدث بين الأشخاص أثناء الدفن، بدعوى أن هذه المساحة التي سيدفنون فيها تعود إلى قبر مخصص لعائلتهم، ما يؤدي إلى تدخل البلدية لفض النزاع، فيما أشاروا إلى بعض العائلات خاصة “العروش” الذين يخلقون لأنفسهم مساحات للدفن خاصة بالعائلات بالقرب من منازلهم، ولا يسمح للآخرين بالدفن فيها أو المساس بها. وأكد الحراس ذاتهم أن الاكتظاظ الملاحظ في ساعات تسبق الدفن راجع إلى قلة تواجد حفاري القبور، حيث يقتصر عددهم أحيانا على 2 يجدان نفسهما أمام ما لا يقل عن 10 موتى مبرمجين على فتح قبور لهم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: