"لن نجد مكانا لدفن الموتى في ظرف ستة أشهر"

+ -

اضطرت مصالح ولاية وهران، الشهر الجاري، لترحيل أكثر من 200 عائلة من حي فوضوي “الفيراج” بغرض استرجاع أوعية عقارية وضمها لمقبرة عين البيضاء المهددة بالتشبع باعتراف والي وهران “في ظرف ستة أشهر لن نجد مكانا لدفن موتى بلدية وهران”، كما قال.وسمح ترحيل العائلات المقيمة في بنايات قصديرية في الحي الفوضوي المحاذي للمقبرة المعروف باسم “الفيراج” أي المنعرج، كونه يقع في طريق منعرج يصل مدينة وهران بقرية عين البيضاء التابعة لبلدية السانية، باسترجاع أراضٍ من المنتظر أن تشرع البلدية في تهيئتها وإحاطتها بجدار لضمها للمقبرة القديمة.وقدرت مصادر من مصلحة تشييع الجنائز وتسيير المقابر ببلدية بوهران مساحة الأراضي المسترجعة بـ14 هكتارا، لكن لحد الساعة لم تتقل المصلحة أي تعليمة رسمية للشروع في تهيئتها واستعمالها في الدفن.وفي الوقت الحالي، تتوفر المقبرة القديمة على مساحة 7 هكتارات فارغة من إجمالي 130 هكتار التي تتربع عليها مقبرة عين البيضاء منذ افتتاحها في أفريل 1956 من طرف السلطات الاستعمارية.ويتبين من خلال معدلات الوفيات المسجلة في بلدية وهران والمقدرة بـ12 حالة يوميا في فصل الشتاء و25 وفاة في فصل الصيف، أن تشبع المساحة المتبقية والمقدرة بـ7 هكتارات سيستغرق قرابة العشر سنوات.للتذكير، فإن مقبرة عين البيضاء دشنت من طرف السلطات الاستعمارية الفرنسية بدفن القتلى الجزائريين للجيش الفرنسي، خلال السنوات الأولى للثورة التحريرية، حيث مازال المربع المخصص لأولئك الضحايا متواجدا بالجزء القديم للمقبرة، ومنهم ضحايا غير معروفين قتلوا في مختلف أنحاء المنطقة، في حين توجد في المدينة العتيقة لوهران مجموعة من مقابر الأهالي، على غرار مقبرة مول الدومة بحي الصنوبر، سيدي لغريب براس العين، ومقبرة الملح بحي السلام التي يدفن فيها سكان الحمري موتاهم، إضافة إلى المقبرة اليهودية بالمدينة الجديدة والمقبرة المسيحية “تامشوط” بحي الحمري التي تم نقل رفات المدفونين المسيحيين إليها من المقابر الواقعة في بلديات وهران وبعض المدن المجاورة في الولايات الأخرى في السنتين الماضيتين.وتبقى إمكانية إعادة استغلال مقابر المسلمين الممتلئة لمواجهة ندرة العقار غير مطروحة بالنسبة للسلطات المحلية لاعتبارات أخلاقية، بالنظر لرمزية القبور لدى العائلات وصعوبة إزالتها. وفيما يخص جزء من المقبرة المسيحية المسترجعة بحي الحمري بمساحة 5 هكتارات بعد عملية جمع رفات المدفونين في مقابر جماعية، لم تفصل السلطات في مصيره بعد لوقوعه داخل النسيج العمراني، رغم مقترح بتخصيص شطر من المقبرة لدفن العمال الصينيين بعد تسجيل 30 وفاة في مختلف ورشات وهران منذ استقدام العمالة الصينية للجزائر. وتفضل الشركات دفن الصينيين في مقابر وهران عوض ترحيل جثامينهم نحو الصين، نظرا للتكلفة المرتفعة للعملية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: