38serv

+ -

خلال زيارتي للبنان في فيفري الماضي، طلبت من بعض من تعرفت عليهم من اللبنانيين والسوريين المقيمين في لبنان، مرافقتي للضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله بغية إجراء روبورتاج هناك، لكن الجميع اعتذر، بل نصحوني بعدم الاقتراب من هذه المنطقة، وحذّروني من أنني قد أتعرّض للتوقيف وربما الاعتقال، خاصة إذا قمت بتصوير شوارع ومباني الضاحية، لكني هذه المرة، ورغم تحذيري من أن الوضع الأمني حساس جدا في الضاحية بعد تفجيري برج البراجنة، إلا أنني تعرفت على أحد مشايخ الشيعة اللبنانيين على هامش المؤتمر القومي لدعم الانتفاضة الفلسطينية الذي نظم في بيروت في 20 نوفمبر الماضي، وعرض عليّ مرافقته إلى الضاحية الجنوبية وبالضبط إلى حي برج البراجنة، أين وقع التفجيران اللذان أوديا بحياة 43 شخصا منذ أيام، ووعدني بتسهيل مقابلة نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم.

رغم أن الوقت كان عصرا، إلا أن الفرصة كانت لا تفوّت، أخذنا سيارة أجرة باتجاه طريق المطار، ولأول مرة أعلم أن مطار بيروت يقع في قلب الضاحية الجنوبية، ويخضع لنفوذ حزب الله، وقبل وصولنا إلى برج البراجنة مررنا على منطقة “بئر حسن” مدخل الضاحية الجنوبية، ونبّهني مرافقي الشيخ محمد علي الترشيسي، أن هذه المنطقة يقطنها عدد كبير من اللاجئين السوريين وأغلب محلات الخضار وورشات تصليح السيارات يعمل فيها سوريون، في حين عادة ما يكون رب العمل لبناني. ومع أنني كنت أتصور أن جميع من يسكن في الضاحية شيعيون بالضرورة ولا يسمح للمسلمين السنّة والمسيحيين بالإقامة في هذه “المنطقة شبه الأمنية”، إلا أن مرافقي نفى ذلك وأكد لي أن 30 بالمئة من سكان الضاحية الجنوبية من السُّنة، ومع قدوم اللاجئين السوريين إلى الضاحية، أصبح السنّة يمثّلون نصف سكان الضاحية، بل أعدادهم أصبحت توازي أعداد اللبنانيين بجميع طوائفهم حسب بعض التقديرات غير الرسمية، بالإضافة إلى نسبة بسيطة جدا من المسيحيين تعيش في الضاحية، كما اكتشفت أن لبنان يوجد بها يهود أيضا لكن لا يتجاوز عددهم 2000 يهودي في عموم لبنان، وهم من غير الصهاينة، ولا يؤمنون بدولة إسرائيل حسب مرافقي.حزب الله يفرض تشديدا أمنيا على برج البراجنةوصلنا إلى برج البراجنة، وأول ما يستقبلك فيه، مستشفى الرسول الأعظم الذي يتقدمه مسجد بمنارة واحدة وقبة خضراء، وأخبرني مرافقي أن الانتحاري كان ينوي تفجير نفسه في المستشفى، لكن بسبب الحراسة المشددة، توجه إلى مكان آخر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات