"فشل المشروع السكني لأنني لم أجد اليد العاملة"

+ -

 تعرف عدة مناطق حضرية وريفية بولاية الوادي انتشار ظاهرة اليد العاملة المغاربية والإفريقية، مقابل التراجع التدريجي لليد العاملة المحلية والتي مالت إلى الكسل والبحث عن مشاريع جاهزة، مربحة وسريعة تمنح بطرق شبه مجانية، مثل مشاريع دعم تشغيل الشباب وصندوق البطالة.وكشف أحد المقاولين المكلفين بإنجاز مشروع سكني ببلدية بني قشة، عندما سأله مؤخرا والي الولاية عن أسباب تأخر إنجاز المشروع، فأجاب بأنه للأسف لم يجد اليد العاملة، ما جعل ورشة الأشغال شبه مهجورة على مدى نحو سنتين.وإذا كان هذا المقاول لم يجرؤ على تشغيل يد عاملة أجنبية، ربما لأن مشروعه ذو طابع عمومي أي تابع للدولة، فإن مقاولين آخرين فضلوا في بعض المشاريع تشغيل يد عاملة مغربية وتونسية، وحتى مصرية.وذكر بعض المقاولين المختصين في أشغال البناء، لـ”الخبر”، أن لديهم عدة مشاريع سكنية تابعة للخواص شغّلوا لها عمالة مغربية وتونسية ومصرية متوفرة على المستوى المحلي، وعادة ما تكون متواجدة بطريقة قانونية، مؤكدين أن اليد العاملة العربية مؤهلة جدا وتأتي للبحث عن العمل، حيث يكاد تخصصهم الرئيسي يرتكز على إنجاز المرحلة التكميلية النهائية للبناء، والمتمثلة في إنجاز البلاطات وخاصة منها الرخامية وأشغال التزيين والنقش على الجبس والخشب.وأفاد هؤلاء بأن اليد العاملة العربية المؤهلة تتلقى أجورا محترمة، مشيرين إلى أن غياب اليد العاملة الجزائرية المؤهلة جعلهم يلجأون إلى الأجانب. وحسبهم، فإن اليد العاملة الجزائرية لم تطور نفسها لا بالتكوين ولا باكتساب الخبرة من هؤلاء العرب، وفضلت البقاء على الخبرة الأولية البسيطة التي تجاوزها العصر أو الحالة الصفرية، أي انعدام الخبرة كلية.أما العمالة الإفريقية المتواجدة بالمنطقة، فهي عادة قادمة من دول الساحل الإفريقي مثل مالي والنيجر، أو تلك التي كانت متواجدة ببعض ولايات الجنوب واستعصى عليها العمل هناك، وأنهكها التشرد والضياع. ونظرا لانعدام الخبرات العلمية، فإنهم وبسبب وجودهم كمتشردين في المناطق الحضرية والريفية، فقد امتص القطاع الفلاحي وتربية المواشي أعدادا من هؤلاء الأفارقة، لاسيما أنهم يبحثون عن مأوى ولقمة العيش والاستقرار ولو إلى حين.وينتشر العمال الأفارقة في بعض المناطق الزراعية خاصة حقول البطاطا وكذا تربية المواشي، حيث يفضل بعض المزارعين والمربين يدا عاملة رخيصة مع توفر القوة البدنية لمزاولة هذه الأشغال. وذكر أحد المزارعين لـ«الخبر” أنه يفضل الأفارقة ويعطيهم كامل أجورهم غير منقوصة تصل أحيانا إلى 1500 دينار في اليوم، مع توفير المأوى والمأكل مقابل نشاط جني البطاطا وحرث الأرض والسقي وتسمين المواشي ورعايتها، مؤكدا أن بعض شباب المنطقة كسول وينقطع فجأة عن العمل لأي سبب كان دون حتى إبلاغ المزارع، وقال “بصراحة شبابنا ما يحبش يخدم، يبغي الدراهم دون مقابل”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات