+ -

فرضت الهجرة غير الشرعية على السلطات الجزائرية مواجهة مشاكل تتعلق بالأمن الوطني والصحة، إلا أن الهجرة السرية في الجنوب لها فوائد اقتصادية.توجد في كل مدن الجنوب تقريبا ساحات تجمع العمال الأجانب القادمين من دول إفريقية يعملون في البناء والفلاحة والرعي مقابل أجر لا يتعدى 1000 دينار يوميا، وأحيانا مقابل 800 دينار فقط، في غرداية، ورڤلة، أدرار، تمنراست وإليزي، وحتى في المدن الصغيرة نسبيا كالمنيعة، حيث توجد ساحات تجمع العمال البسطاء، يأتون كل صباح في السادسة، في انتظار الفلاحين والمقاولين. فعند توقف أي سيارة أو شاحنة، يتجمع حولها العشرات من أجل الظفر بمنصب شغل ليوم أو أكثر، يفاوضون رب العمل على عدد الساعات والأجرة، وأحيانا يدخلون في شجارات فيما بينهم بسبب منصب شغل، وفي بعض الساحات يواصل العمال التجمع لساعات طويلة حتى الظهيرة، ملابسهم وأحوالهم تؤكد أنهم في أمسّ الحاجة للنقود. وفي الساحة القريبة من مقر بلدية بنورة بولاية غرداية التقينا بعدد منهم، تحدثوا عن الظروف الصعبة في بلدهم مالي، وعن حاجتهم للعمل من أجل العيش. يقول موسى اندسيو، وهو أحد المهاجرين السريين من مالي، إنه يعمل في الجزائر لإعالة زوجته وابنيه في مالي، حيث يسعى لتوفير القليل من المال الذي يحصل عليه لإرساله إلى زوجته في بلدة أوسويلا بجنوب غاو في دولة مالي. وأكد موسى أن الحرب الأهلية في مالي فاقمت معاناة سكان دولة مالي، حيث لا يزيد الأجر الذي يقبضه العامل البسيط في مالي على 3 أورو يوميا، أي أقل من 500 دينار جزائري. ويعمل المهاجرون السريون في الجنوب ليس في التسول، بل في قطاعات منتجة في الفلاحة والرعي وفي البناء. ويقول مقاولون في الجنوب إنهم يضطرون لتشغيل العمال الأجانب القادمين من مالي بسبب عزوف الشباب الجزائري عن العمل في مشاريع البناء، ويعمل المئات بل الآلاف منهم في الفلاحة خاصة في ولايات غرداية، أدرار وتمنراست.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات