أولياء يربّون فلذات أكبادهم بالتعذيب والقتل

+ -

تجرّد الكثير من الأولياء من مسؤوليتهم وتركوا الأبوة والأمومة جانبا، وأصبحوا خطرا يحدق بفلذات أكبادهم، بممارسة مختلف أشكال العنف عليهم، فتترك جراحا وتشوهات محفورة في نفسياتهم، وتترجم مستقبلا على سلوكهم في شكل انحراف وجرائم وفشل. فالطفلة سيرين قتلت ذبحا على يد من حملتها، وأب كبّل ابنه بالأغلال معترفا ببرودة دم أمام المحكمة بفعلته. لم تكن سرين تعلم أن من حملتها في بطنها 9 أشهر، وتحملت آلام إنجابها، هي نفسها التي ستسلبها حياتها بعد 24 يوما فقط من وضعها، بقتلها ذبحا في العاصمة.كانت الأم راضية، 34 سنة، والتي تقيم بديار الباهية بالقبة بالعاصمة، تعاني من نوبات مرض نفسي وتتناول جرعات أدوية للتخفيف من حدتها ولكبح التصرفات العدوانية التي كانت تطبع سلوكها، وحين حملت بابنتها سيرين قررت التوقف عن أخذ الدواء كي لا يكون له آثار جانبية سلبية على الجنين  وعلى الولادة.وضعت الأم ابنتها بشكل طبيعي، وبعد أيام ظهر تغير ملحوظ في سلوكاتها، تطوّر إلى علامات توحي بأن حالتها النفسية مضطربة وليست مستقرة كما في السابق حين كانت تتعاطى الدواء بانتظام، وما لبثت ذات خميس من نوفمبر 2011 حتى سارت بخطى ثابتة تجاه رضيعتها، وبمجرد أن وصلتها أشهرت السكين وأنهت حياتها.انتاب الشك النائب العام خلال مجريات المحاكمة بمجلس قضاء الجزائر، أول أمس، أن المتهمة لم تكن في حالة جنون حينما ارتكبت الجريمة معللا بأنها حاولت طمس آثار الجريمة برمي جثة الرضيعة بالقمامة وغسل البطانية، وتبليغ الشرطة مدعية اقتحام منزلها من طرف مجهولين، قبل أن يتبيّن أنها الفاعلة، ملتمسا تسليط عقوبة 20 سنة سجنا في حقها”.وعاقبت جنايات العاصمة راضية، باحتجازها بمستشفى للأمراض العقلية فرانس فانون بالبليدة بعد ثبوت إقدامها سنة 2011 وهي في حالة جنون على قتل ابنتها، فيما أكد مختصون أن احتجاز المتهمة بالمستشفى سيحسن من حالتها شريطة التزامها بتناول الدواء بانتظام.يكبّل فلذة كبده  وبالجزائر العاصمة دائما، التمست نيابة محكمة بئر مراد رايس، الأسبوع الماضي، تسليط عقوبة 3 سنوات سجنا نافذا ضد والد عذّب ابنه ذي 11 سنة وكبّله بالسلاسل الحديدية لساعات طويلة.  واكتشفت عناصر الأمن قصة هذا الطفل بالصدفة، حين تقدّم إليهم ذات يوم مكبّلا بالأغلال على مستوى رجليه، هاربا من جحيم والده المدمن على الكحول والمخدرات، فروى لهم مأساته بأنه يتيم فقد أمه وهو في سن الرابعة، ومنذ ذلك اليوم لم ينعم بحنان والده، فهو  يحرمه من الالتحاق بمقاعد الدراسة، ويقوم بتكبيله طيلة اليوم في باب المرحاض، ناهيك عن التعذيب النفسي والجسدي على مدار عدة سنوات وسكن الخوف يومياته، لدرجة أنه يتبوّل بشكل لا إرادي بمجرد قدوم والده إلى المنزل.أحيل الوالد على المحاكمة بتهمة تعريض طفل قاصر للخطر، واعترف بما نسب إليه من جرم، مصرحا “نعم أكبل ابني لساعات طويلة، لكن هدفي من ذلك هو منعه من الخروج إلى الشارع، لأنني لا أجد من يتكفل به في غيابي”، وهي التصريحات التي أثارت ذهول الحضور.وخلال المحاكمة، عجز الطفل على الكلام بسبب حالته النفسية وخوفه من والده، إذ طالب المحامي بوضعه تحت الحماية، في انتظار النطق بالحكم لتاريخ 15 ديسمبر الجاري.يضرب ابنه لإسكات بكائهتعاطى المخدرات حتى ذهب عقله ودخل بيته ثم ارتمى في سريره لينام، وما هي لحظات استيقظ رضيعه ودوّت صرخاته أرجاء المنزل وأزعجت الوالد الذي نهض من مكانه وحاول إسكاته بشتى الطرق لكن دون جدوى، ليثور غضبه ويوجه له لكمات عنيفة تركت آثار ندبات على جسم الفطيم، مما دفع الأم إلى الاحتجاج، لتتطور الأمور إلى نزاع تقدمت على إثره الزوجة بشكوى انتهت بمحاكمة الوالد بالعاصمة ومعاقبته بـ7سنوات سجنا نافذا.يذبح رضيعه بالمهد  في بجاية هذه المرة، جثم شبح الموت، وبالتحديد بقرية آث عمروش ببلدية بوخليفة ببجاية، أين لطّخ أب لطفلين بياض عائلته الناصع بالدماء، منفذا جريمة في حق زوجتـــه وابنيه، فيما نجا ابنه البكر بأعجوبة.شخص خرج لتوّه من مرحلة الشباب، ولكنه سيقضي بقية عمره في غياهب السجن، بعدما بعث بعائلته إلى المقبرة، فذات يوم استيقظ الجاني وحمل سكينا وراح يسير بخطى ثابتة نحو زوجته النائمة بغرفة أخرى، وما إن وصل أمامها حتى أشهر خنجره وذبحها ليتركها جثة تسبح في دمائها.واصل الجاني رسم لوحته الدموية، فتوجّه إلى الغرفة، حيث تنام ابنته ياسمين صاحبة 9 سنوات ورضيعه بلال، ماسكا بخنجره الملطخ بدم أمهم، وبمجرد دخوله هاجم البنت وأنهى حياته في ظرف ثوان، ثم تلفّت إلى الزاوية الأخرى حيث يرقد الفطيم في مهده الخشبي وذهب إليه وغرس سكينه في جسمه بكل برودة.لم يغسل الجاني يديه من دماء ضحاياه، وراح يفتش على ابنه البكر صاحب 13 ربيعا في غرفته لكنه لم يجده، فقد فر بجلده للنجاة من مجزرة والده، غير مصدق ما حدث لعائلته، واختبأ في مكان منعزل إلى حين عثر عليه السكان منهار نفسيا.حاول الجاني الانتحار برمي نفسه من عمود الإنارة، لكن سكان القرية تمكنوا من إقناعه بالعدول عن الفكرة بعد أزيد من ساعتين من الحديث معه، ليتم توقيفه وتسليمه لرجال الدرك الوطني.يعتدي على ابنته جنسيا ونفسياوفي سطيف، حطت الجريمة بكل بشاعتها، وتجرّد والد من آدميته كما تخلى عن أبوّته، وكان يعتدي على ابنته بلمس جسمها حين كان عمرها 6 سنوات، وحين أصبحت الطفلة فتاة وتشكلت في جسمها علامات الأنوثة واصل الوالد سلوكه  دون علم زوجته.وروت المحامية تواتي راضية، التي تولت الدفاع على الفتاة أمام محكمة سطيف، قصة هذه الفتاة وقالت إن الأم لاحظت خوف الفتاة المتنامي من أبيها وكانت تتجنّب الجلوس معه، بل كانت ترفض البقاء بمعيته أثناء غيابها فتلح على مرافقتها، هنا راودت الشكوك الوالدة فجالست ابنتها التي أضحت تدرك وتعي وتميّز بين الأمور، ففاضت بأسرارها إلى أمها وأخبرتها بما كان يفعل الوالد فكانت الصدمة الكبرى.تقدمت الأم مباشرة بشكوى أمام مصالح الأمن دون علم الأب، فباشروا تحقيقا معمّقا للبحث عن أدلة دامغة، واستعملوا وسائل اتصال حديثة ووضعوا ميكروفون بأحد زوايا البيت وتركوا الفتاة بمفردها مع الأب، وما هي إلا لحظات حتى وقع الأب في المصيدة وعوقب بـ 6 سنوات سجنا نافذا، وتفككت أسرة بعد 25 سنة من التئامها.رعب زوجة الأبتعرض أربعة أبناء لتعذيب ستظل آثاره النفسية محفورة على ذاكرتهم، من طرف زوجة والدهم الذي باع ضميره للشيطان ولزوجته. ففي إحدى قرى بجاية الجبلية، ثمة بيت بسيط يسكنه أربعة إخوة بمعية زوجة والدهم، ولم يكن لديهم مأوى سواه، وكانوا يتحملون بطش الزوجة في صمت، رغم علم والدهم الذي كان يعتبر أن ما يتعرض له فلذات كبده من جحيم وأقسى أشكال التعذيب، والكي والتجويع والضرب باستعمال خرطوم المياه، والقهر النفسي يندرج في إطار تربيتهم.وأدانت محكمة بجاية الأب بعشرة أشهر حبسا نافذا، فيما سلطت عقوبة 3 سنوات لزوجته، بعدما اعترفوا بتهمة ممارسة التعذيب والتستر على جناية وتعريض حياة قصر دون 16 سنة للخطر.  المختصة في علم النفس الدكتورة نادية شيرازي“تعنيف الأطفال وتعذيبهم يخلق شخصية عدوانية” وصفت المختصة في علم النفس، الدكتورة نادية شيرازي، أن الأولياء الذين يعنّفون فلذات أكبادهم، بغير الناضجين نفسيا. وأرجعت الأسباب في اتصال بـ“الخبر”، إلى طبيعة مرحلة الطفولة التي عاشها أحد الوالدين، حيث يخفيان فيها مكبوتات نتيجة تعنيفهما من قبل أوليائهم، فيترجموا بدورهم في شكل تعذيب وتعنيف لأولادهم. وأضافت المتحدثة، أن الكثير من الأولياء يعتقدون أن الطريقة الفعّالة لتربية أولادهم هي الضرب المبرح لدرجة التعذيب، ويصل إلى درجة ارتكاب جرائم ، غير أنهم يجهلون أن تلك السلوكات خطيرة جدا، لما لها من نتائج سلبية على شخصية الأطفال، تترجم في اضطرابات نفسية وتشكل شخصية عدوانية، معقدة، ناقمة، كارهة للمجتمع والأسرة، ويدخل عالم العزلة أو الانحراف. وأشارت في نفس السياق، إلى أن دراسات علم النفس التربوي، أثبتت أن الطفل الذي يتميز بالسلوك العدواني والعصيان والتحدي والكذب والسرقة يكون ثمرة إهمال الوالدين واستخدام العنف في معاملته.                                

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: