الفلسطينيون بصوت واحد: المقاومة لم تتوقف يومًا

38serv

+ -

 الحجر مقابل الدبابة، وشارة النصر أمام المدرعات والمجنزرات وتحت تهديد الطائرات..! حتى هذه المعادلة لم يكتف بها الاحتلال الإسرائيلي الذي جرّب كل الوسائل لاستكمال السيطرة على الأرض الفلسطينية وملاحقة أصحابها أحياءً أمواتًا.. إلى أن كانت حادثة قيام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمّال الفلسطينيين سنة 1987م بمثابة النقطة التي تحول عندها مسار الأحداث.لم تنته الانتفاضة بعدُ، كما يرى مراقبون، لأن الاحتلال لم ينته أيضًا، ولأن الأخير فشل في القضاء على الشعب الفلسطيني، لكن أسبابًا عدة كانت بمثابة حائل أمام تواصلها، أبرزها اتفاق “أوسلو” سنة 1993.وشدد مدير عام مركز “باحث” للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية، وليد علي، على أن الشعب الفلسطيني لم يتوقف يومًا عن مقاومته وكفاحه ضد المشروع الصهيوني، منذ أن بدأت إرهاصاته الأولى قبل نحو 100 عام أو أكثر بقليل.وأوضح “لكن أشكال المقاومة والكفاح كانت تختلف، وفقًا للمعطيات القائمة على الأرض، وتوازنات القوى والمعطيات الإقليمية والدولية”.وقال محدثنا إن “هذه الانتفاضة لها خصوصية، وتفجرت جراء تصاعد القمع وتسريع التهويد، سواء في مستوطنات الضفة الغربية أو قطاع غزة، وتهويد القدس”، مشيرًا إلى أن “كل هذه الأمور مجتمعة فجرت الانتفاضة، إضافة لتخمر حالة الثورة التي كانت تتصاعد لدى الفلسطينيين، وقناعتهم بأن كل محاولات إقناع الصهاينة بإعطاء شيء دون طريق المقاومة لم تعط ثمارًا”. وأوضح أن المقاومة الشعبية “قد تكون إلقاء حجر وطعن جندي أو دهسه، وتخريب ماكينة مصنع، أو بطلقة بندقية، وقد تكون بصاروخ، فالمقاومة الشعبية ليست فقط السلمية، وتأتي انتفاضة السكاكين في هذا الإطار”.وعن سؤال هل توقفت الانتفاضة؟ يجيب محدثنا “كلا.. لا يُقضى على الانتفاضة إلا بإحدى طريقتين: انتهاء الشعب المقاوم وهذا مستحيل، أو أن يحقق الشعب أهدافه”. وأضاف “الانتفاضة لم تحقق أهدافها، وفي نفس الوقت العدو لم يتمكن من القضاء على الشعب الفلسطيني الذي دائماً يجدد أشكال نضاله ومقاومته”.وأكد وليد علي استمرار الانتفاضة قائلا “شاهدنا بعد ذلك تصاعد الأشكال الجديدة لها، فكانت انتفاضة الأقصى المباركة، وتلا هذا تصاعد المقاومة في فلسطين، ما أجبر العدو على الانكفاء عن قطاع غزة، وسحب جنوده ومستوطنيه مرغمًا بفعل المقاومة، واليوم انتفاضة السكاكين التي أرعبت إسرائيل”. وأشير إلى أنه “لولا اتفاق أوسلو والتآمر على الانتفاضة من الموقعين عليه، لتمكن الفلسطينيون من خلق الكثير من الوقائع وفرض الكثير من التنازلات على العدو”. ويضيف “من أسباب عدم تحقيق انتفاضة 1987 أهدافها أيضًا: المنظومة العربية التي كانت تسعى إلى تسوية مع العدو الإسرائيلي، والتي كانت ترى أن وجود مقاومة منتصرة تحقق أهدافها تكشف عورة هذه المنظومة العربية المرتبطة مع وجود الكيان الصهيوني”، وفق قوله.كما يؤكد مدير عام “باحث” أيضا أنه “لا خيار أمام الفلسطينيين إلا الانتفاضة، والسلطة الفلسطينية الآن تقول إنها بلا سلطة ولا تملك من أمرها شيئًا، واتفاق أوسلو جعل الاحتلال دون تكلفة”، محذرا في نفس الوقت من محاولات “بث الروح في عملية التسوية للالتفاف على القناعة التي تتبلور لدى أبناء شعبنا الفلسطيني، المتمثلة بأن الخيار هو مواجهة هذا العدو العنصري الاحتلالي”. ولفت إلى أن الانتفاضة الحالية انتفاضة السكاكين جاءت رغم “التعاون الأمني” بين السلطة وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، وطبيعة المشروع الصهيوني الذي لا يمكن أن يعطي شيئًا للشعب الفلسطيني إلا عندما يشعر أن كلفة استمرار احتلاله عالية”.ويواصل “ما بالك إذا قامت انتفاضة واسعة؟ هذا المشهد يتبلور الآن في أذهان أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة، وسيتخذ شكلاً جديدًا يشترك فيه أبناء القدس وأراضي الـ48 وقطاع غزة، وفلسطينيو اللجوء، وفلسطينيو العالم، في انتفاضة سيكون فيها دور مميز للتضامن الدولي الذي بدأ يكتشف حقيقة المشروع الصهيوني العنصري، كمشروع لا يشكل خطرًا على أبناء فلسطين فقط، بل على البشرية جمعاء بمن فيهم اليهود”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: