+ -

استدل مدير المركز العربي لدراسات الفضاء الافتراضي، عادل عبد الصادق، بدراسة أعدها المركز الذي يديره، بيّنت أن شبكات التواصل الاجتماعي وحدها تملك من المعلومات الشخصية عن المستخدمين أكثر مما يعرفه محيطهم القريب والبعيد، كون المواطنين يتحدثون بكل طلاقه مع أصدقائهم في الفضاء الخاص، ناهيك عن نشر تعاليق وصور على جدرانهم يوميا تعبر عن كل الحوادث التي تعترض يومياتهم.وتابع الخبير في حديثه لـ”الخبر” أن الدراسة حذرت من وجود تطبيقات وبرمجيات على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بقياس الرأي وتحديد سمات الشخصية، من خلال طرح أسئلة محددة أو إنجاز سبر آراء على شاكلة من أقرب شخصية لك؟ أو كيف تكون في المستقبل؟ أو من تشبه من المشاهير؟ وهي تطبيقات ذكية تحلل شخصية المستخدم دون أن يدري.فعلى سبيل المثال، يضيف المتحدث، يحوز موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” على الأقل 25 معلومة شخصية عن المستخدم التي ترتبط بما يدلي به خلال محادثاته الشخصية والعامة، وهي المعلومات التي يتم استخدامها من قبل شركات تجارية أو مؤسسات أمنية لأغراض مادية، أو تندرج في إطار التحقيق الأمني في الجرائم الإلكترونية أو حتى في إطار العمل الاستخباراتي.وشرح عبد الصادق ظاهرة نقل مستخدمي الأنترنت أدق تفاصيل حياتهم ويومياتهم، مع نشر خصوصياتهم مع محيطهم بالفضاء الافتراضي، أن ثقافة الخصوصية تقلّصت إن لم نقل انعدمت لدى المستخدم العربي للأنترنت، حين أضحى يستعمل الشبكة العنكبوتية كمنصة لنشر وتقاسم كل مجريات حياته في إطار إشراك أصدقائه فيما يقوم به ويفكر فيه، ما أدى إلى انكماش الحيز الشخصي الذي يضم أسراره وطبائعه. وأوضح محدثنا أن شركات تجارية تنتقي المعلومات الموجودة في هذه الفضاءات وتوظفها في هندسة حملاتها التجارية والتسويقية لتحقيق المزيد من الأرباح، من خلال تقسيم الجمهور إلى فئات حسب ميولاتهم واتجاهاتهم ومستوياتهم الاجتماعية والعلمية وانتماءاتهم الثقافية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: