+ -

 قدم حسني عبيدي محصلة ما يحدث في العالم العربي، خلال معاينته للوضع الأمني، متوقفا عند ثلاث نقاط رئيسية، بدءا من فترة القطيعة الكاملة التي عاشها العالم العربي مع أنظمة سابقة استبدادية أو سلطوية أو شمولية، على حد قوله، ثم مرحلة عاش فيها المخاض أو كما يسمى “الانتقال السلبي أو الإيجابي من نظام إلى نظام أو من حكم إلى حكم، أو من شخص إلى شخص، وصولا إلى اللااستقرار”.وأبرز المتحدث أن ما حدث في المنطقة العربية من هزات سياسية وأمنية، بما سمي بالربيع العربي، أتى التغيير فيه من الأسفل، عكس كل الاستراتيجيات السابقة، التي تقول إن المواطن هو الذي يريد أن يكون له تغيير، “لذلك، الربط مع تنظيم الدولة الإسلامية مهم، لأن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية شنت حربا على العراق باسم الحرية، في حين أن ما يسمى بالربيع العربي هو توق للحرية والحياة الكريمة”، مضيفا: “هذا التغيير من الأسفل هو ضربة كبيرة لكل أدبيات التنظيمات الجهادية، ونحن في الجزائر عشنا ذلك، فالأدبيات تقول إن التغيير قبل كل شيء يجب أن يكون من الرأس”، مواصلا: “مرحلة القطيعة والانفصال عن الأنظمة السابقة، واستعمال عرض سياسي يختلف تماما عن العرض التقليدي، من خلال قطيعة مع الخطاب المستعمل في التغيير ومع المجتمع الدولي، وطلب العدالة على المستوى الدولي، وهذه القطيعة نجحت في بعض الدول ولم تنجح في بعض الدول الأخرى، بإعادة تجديد النظام السلطوي السابق، يأتي بوجوه جديدة وبأساليب جديدة والنتيجة هي نفسها”.وأكد حسني عبيدي أن كل القيادات العسكرية داخل “داعش” إلى حد الساعة، ليسوا فقط من الجيش العراقي بل ومن مخابرات صدام حسين، “صحيح أن التنظيم توسع الآن إلى سوريا، لكن الفرع العراقي هو الفرع الطاغي، والولايات المتحدة الأمريكية عندما دخلت العراق كانت تقول إنها ستتجه إلى سوريا، وربما بعدها إلى إيران ثم السعودية، من أجل الحرية، وسوريا فعلت كل شيء حتى لا تصل حمى التغيير إليها، من خلال التعاون مع بعث العراق الذي ارتمى في أحضان البعث السوري، هذا الأخير استعمل هذه الورقة وجعل أيام الوجود الأمريكي والبريطاني صعبة جدا”.وعن التناقض الموجود في الفكر داخل تنظيم داعش، قال: “الأمر بدأ بحركة عراقية ثم وصل إلى تنظيم الدولة، فدولة الخلافة، كون هذه الأخيرة لا تعترف بالحدود ولا تعترف بسايكس بيكو، فهي تريد أن تتمدد، أما الدولة بمفهومها التقليدي فتعني أن هناك حدودا وهناك البعد الإقليمي، وربما هذا التناقض هو السبب الذي سيكون وراء تقهقر التنظيم”، مضيفا: “وهكذا وصلنا إلى تنظيم قوي جدا من خلال خبرة عسكرية لضباط كبار في جيش صدام السابق وبعض القياديين في التنظيمات الجهادية، فالخطاب التحرري أو الوطني أو القومي لم يعد يجند الآلاف مثل الخطاب المبني على الجهاد والأدبيات الدينية، ونجح “داعش” باعتبار أن التنظيم توسع وأصبح وعاء كبيرا لأبناء العراق، خاصة الطائفة السنية، وكذلك لسوريا ودول أخرى، وأضحى داعش مصدر تهديد كبير، وفي نفس الوقت بعبعا قويا”. وأشار إلى التناقض الكبير في أجندات الدول التي تقول إنها في حرب ضد الإرهاب.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: