"ميتران وشيراك كانا مدركين لأهمية اللغة العربية"

+ -

 قالت ندى يافي إنه منذ أن جاء الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية على مستوى اليونسكو بباريس، قرر مركز اللغات بمعهد العالم العربي في باريس الاحتفال بهذا اليوم خلال كل سنة، حيث يتم تسطير برنامج ثري على مدار أسبوع كامل، واستُهِلت الاحتفالية هذا العام بمقهى أدبي مع نجوى بركات حول كتابها “لغة السر”، إلى جانب ورشة مخصصة للشباب والأطفال حول كيفية تواصل اللغة العربية مع لغات أخرى، وما تم اقتباسه من كلمات في اللغات الأخرى من اللغة العربية للتأكيد بأنها لغة حية، بالإضافة إلى عرض لأحد الخطاطين، كما عرضت مكتبة معهد العالم العربي في باريس ما لديها من كتب، علاوة على تخصيص محادثات لتبادل أطراف الحديث باللغتين بين الفرنسيين الذين يتعلمون اللغة العربية والعرب الذين يتعلمون اللغة الفرنسية، كما احتضن المعهد أمسية شعرية تحت تنظيم المسؤولة الأولى على مكتب الإعلام لدى معهد العالم العربي للصحافة الناطقة باللغة العربية سلوى النعيمي، في بطاقة بيضاء تجمع حولها نخبة من الشعراء العرب أمثال أمل صالحي، لويزة ناظور، حازم، طاهر بكري وبسام منصور، ويتبع ذلك بموسيقى لهند زاوي، ثم حفل غنائي بقيادة يولا خليف.وتخلل البرنامج مجموعة من الزيارات لمتحف المعهد حول اللغة العربية، وتعريف الأطفال والشباب بأهميتها والمقصود من تسطير برنامج ثري للغة العربية، يكمن في محاولة مركز اللغات التعريف بغنى اللغة العربية من موسيقى وشعر ومحادثات وتواصل، فهي لغة ثرية ليس فقط لكونها لغة الإسلام وإنما من حيث التاريخ والحضارة، كما كانت لغة العلوم المعترف بها في منطقة واسعة من العالم، من أوروبا مرورا بالعالم العربي، وإبراز ما تزخر به اللغة العربية التي ينسى البعض بأنها لغة عالمية ويحصرها في لغة جالية فقط، وهذا ما نحاول تقديمه من خلال هذا البرنامج للابتعاد عن العصبية، تقول ندى يافي.وهناك إقبال كبير على تعلم اللغة العربية بشكل يكاد يجعل تلبية الطلب مستحيلا، وما يشد الانتباه في فرنسا هو أن هناك إقبالا من شريحة الكبار الشغوفين بمعرفة جذورهم وأصلهم، وذلك بسبب العولمة التي تؤدي إلى الضياع وتتطلب حاجة من المرجعيات، أما الفرنسيون فيهتمون باللغة العربية لأسباب تاريخية تعود إلى الحقبة الاستعمارية، وانفتاح فرنسا على عدد كبير من البلدان العربية يرجع سببه إلى الصلة التاريخية القوية، وليس فقط في ضفة البحر الأبيض المتوسط وإنما شرقا أيضا ودول الخليج، ما يفسر إقبال العديد من الفرنسيين على تعلم اللغة من أجل التواصل بين شعوب البلدان العربية، وأصبح الطلب اليوم يفوق العرض بكثير، خاصة على مستوى المدارس الحكومية، وليس كما يروج له بعض من يقول ليس هناك حاجة للأساتذة أمام نقص الطلب، وهذا غير صحيح، بدليل أن نسبة 85% ممن يدرسون اللغة العربية في فرنسا يتعلمونها خارج المدارس الحكومية نظرا للتهميش الذي تعاني منه اللغة على مستوى هذه المؤسسات التربوية الفرنسية، والذي تترتب مسؤوليته على عاتق الوزارة الوصية المقصرة في هذا الاتجاه، وتأتي هذه الاحتفالية اليوم بباريس لرفع التحدي أمام هذا التهميش والتقصير.وعن تجربة الترجمة إلى اللغة العربية مع رئيسي فرنسا السابقين الراحل فرانسوا ميتران وجاك شيراك، قالت “كان هذان الرئيسان ينظران إلى اللغة العربية نظرة ملؤها الاحترام والتقدير، وكانا يدركان أهمية اللغة العربية بكل ما تجمعه من أوجه ثقافية متعددة، وكانا يدركان عند قيامهما بزيارات رسمية إلى الدول العربية مدى أهمية اللغة، وكانا يحرصان على أن تكون الترجمة جد دقيقة بالنظر إلى حفاوة استقبالهما من قبل القادة العرب، حتى تكون أداة تواصل وتناغم بين الخطابين العربي والفرنسي، كما كان للمترجم دور هام في الدوائر الفرنسية للوزن الثقيل الذي تمثله هذه اللغة كما كانت عليه في العصر الذهبي، من حيث الإدراك الحقيقي لأهمية ترجمة اللغة العربية”، تقول ندى يافي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: