+ -

 تسبّب استهلاك الجزائري للمضادات الحيوية بصفة مفرطة في خلق نوع من المقاومة لها وبالتالي باتت الجراثيم العادية قادرة على مقاومة هذه المضادات، مما جعلها لا تستجيب للعلاج بها. ويظهر أن المشكل بات عالميا وملاحظا بصفة خاصة في الدول التي تحتوي على نظام تعويضات شامل، أين بات إقبال الأشخاص على اقتناء المضادات الحيوية مرتفعا بسبب توزيعها بصفة فوضوية، حسب ما أكده لنا البروفيسور فريد حدّوم رئيس مصلحة أمراض الكلى، تصفيتها وزرعها بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، موضحا أن الكثير من الأشخاص باتوا يموتون بسبب عدوى بسيطة، وهو ما وقفوا عليه مؤخرا بمصلحته مع سيدة أصيبت بعدوى بسيطة، والسبب حسبه راجع إلى عدم تفاعل المضادات الحيوية مع حالتها الصحية بسبب استهلاكها لها بصفة مفرطة من قبل ولمدة طويلة، مؤكدا على أن مجانية العلاج سمحت لمن هبّ ودبّ بأن يعطي مضادات حيوية كان من الواجب أن لا تعطى أصلا، ليوضح بأن المتضرر الوحيد من الناحية الاقتصادية هي الدولة والمستفيد الوحيد هم منتجو الأدوية. يشار بأن 25 ألف شخص يموتون سنويا في أوروبا بسبب الإصابة ببكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، حسب ما تؤكده معطيات منظمة الصحة العالمية التي دعت إلى استعمال موضوعي وعقلاني للمضادات الحيوية. مشيرة إلى أن الجراثيم الأكثر شراسة تظل حية وتستطيع التكاثر مرة أخرى في حالة استعمال ذات الأدوية بكثرة، مما يمكن أن يؤدي إلى نشأة فصائل أخرى من البكتيريا التي لا يؤثر فيها استخدام أي نوع من المضادات الحيوية. كما أظهرت آخر الدراسات الطبية، أن قرابة 10 ملايين وصفة طبية للمضاد حيوي يتم كتابتها كل عام لعلاج أمراض لا تحتاج إلى مضاد حيوي. علما أن الاستعمال المتكرر والعشوائي للمضادات الحيوية يؤدي إلى تغيّر طبيعة البكتيريا أو الجراثيم المسببة للمرض، وفي هذه الحالة لن يستطيع المضاد الحيوي مقاومة نفس البكتيريا مرة أخرى.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات