38serv

+ -

اهتدت الحكومة إلى حل عاجل لمحاربة العنف والتطرف المتنامي في عدد من الأحياء الشعبية الواقعة بالمدن الكبرى، واقترحت وزارة الشؤون الدينية في هذا الخصوص برنامجا جواريا نصف شهري، أطلق عليه اسم ”ندوات الجمعة”، ينظم بإحدى البلديات يقع عليها الاختيار، يشارك فيها إلى جانب أئمة المساجد المعنية بالنشاط، حسب البرنامج المحدد  من الوزارة، عدد من القطاعات الوزارية، من بينها الداخلية  والتضامن الوطني والعدل، وغيرها من القطاعات الأخرى . يتمثل المشروع الجديد لوزارة الشؤون الدينية، بحسب ما أكدته مصادر مطلعة لـ ”الخبر”، في استحداث برنامج جديد أطلق عليه اسم ”ندوات الجمعة”، تنظم كل 15 يوما، وستكون البداية بالعاصمة، ليمتد ويشمل مستقبلا باقي الولايات الأخرى، على أن يتم اختيار البلدية التي تحتضن الندوة حسب خصوصية كل واحدة منها .وستكون الانطلاقة من المسجد المركزي لإحدى الولايات المختارة أو البلديات التي يقع عليها الاختيار من قبل مديرية الشؤون الدينية والأوقاف. كما يشارك فيها أيضا شيوخ الزوايا ومختلف المراكز الثقافية والإسلامية المتواجدة بهذه المناطق، حيث تنظم فيها ندوة فكرية قبل إقامة صلاة الجمعة. ومباشرة بعد الصلاة، يتم التنقل إلى الحي الذي يقع فيه المسجد، وكذا باقي الأحياء المجاورة لها،عن طريق قافلة تضم عددا من الأئمة، وكذا علماء النفس والاجتماع، وممثلين عن الأمن أو الدرك الوطنيين، وقطاعات وزارية أخرى، يتم خلالها التطرق إلى القضايا التي تتعلق بالحياة اليومية للمواطنين، أو طرح انشغالاتهم في محاولة للبحث عن حلول لها، مع تقديم اقتراحات. كما يتبع ذلك نقاشات عامة مع سكان الأحياء المعنية، وسيتم أيضا إشراك المسؤولين المحليين الذين سيتنقل ممثلون عنهم ضمن هذه القوافل قصد التقرب أكثر من انشغالات السكان . وتهدف هذه القوافل إلى تحسيس المواطنين بمخاطر انتشار بعض الآفات الاجتماعية أيضا، بحسب ما أكدته مصادرنا، ومحاربة تنامي العنف فيها، مع العمل على التحسيس بمخاطر هذه الآفات مثل استهلاك المخدرات أو حمل الأسلحة البيضاء، وغيرها من الظواهر التي أضحت تشكّل هاجسا للسلطات.كما يتزامن هذا المشروع الجديد لوزارة الشؤون الدينية، مع تنامي بعض الأفكار المتطرفة التي بدأ يعتقنها بعض الشباب، التي تفتح المجال للارتماء في أحضان بعض المجموعات المتطرفة، خصوصا التنظيمات الإرهابية، كما هو الشأن بالنسبة لتنظيم ”داعش” الذي أصبح ينتهز الظروف الاجتماعية القاسية لبعض الشباب من أجل أقناعهم بالانضمام إلى صفوفه، أو حتى تنامي بعض الأفكار التكفيرية في أوساط بعض المراهقين، مع العمل أيضا على التعريف بأعلام الجزائر من خلال نشريات يتم توزيعها مجانا على سكان الأحياء المعنية بـ ”ندوات الجمعة”.تجدر الإشارة إلى أن الحكومة شرعت في مشروع يهدف إلى إعادة الأمن ببعض المدن الكبرى بالولايات الرئيسية، من خلال حملات مداهمة لبعض أوكار الجريمة وحجز الأسلحة البيضاء، في وقت أوكلت مهمة التوعية لوزارة الشؤون الدينية، من خلال برنامجين وطنيين رائدين، وهذا للمساهمة في الحد من ظاهرة الإجرام والحفاظ على أمن المدن.  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات