سيوف وخناجر و"مولوتوف" للسيطرة على "الحومة"

+ -

لم تشف الإجراءات التي غالبا ما تتخذها السلطات المحلية، أو حتى الأمنية، لتهدئة روع الشباب المتصارعين في ”حروب الأحياء”، سواء الشعبية أو الجديدة التي تم بها استقبال المرحلين الجدد إليها من أحياء القصدير، حيث تستخدم فيها أسلحة خطيرة من سيوف وخناجر و«مولوتوف”.وقد أرجع عدد من المختصين سبب انتشار هذه الظاهرة، إلى الإسراع في تنفيذ عمليات ترحيل القاطنين في أحياء الصفيح إلى تجمعات سكانية جديدة، قبل تسليم المرافق المبرمجة، من بينها مراكز الأمن والمدارس والمراكز الثقافية والمصليات، والمساحات الخضراء، كما كان مقررا، وهو ما يؤثر سلبا على سلوكيات الشباب والمراهقين الذين تتشكّل لديهم ما يعرف بـ ”الحمية والعصبية”، أو الشعور بحس ”أبناء الحي الأصليين”، الذين غالبا ما يصطدمون بالسكان الجدد المتوافدين على حيهم، كان آخرها ذلك الذي شهده التجمع السكني الجديد بمفتاح في ولاية البليدة بين سكان الحي الأصليين والمرحلين الجدد من مختلف أحياء العاصمة.وتبقى الأحداث التي شهدها التجمع السكني الجديد بسيدي حماد، الذي احتضن مئات العائلات من المرحلين من حي الرملي بالعاصمة، الأكثر خطورة، فقد أسفرت عن عشرات الجرح،ى وخسائر مادية كبيرة، إضافة إلى تأكيد مصالح الأمن بتنامي الجرائم بعدد من ولايات الوطن، خصوصا جرائم القتل والجرح العمد بواسطة السيوف المستوردة .هذا الأمر تؤكده دراسة سابقة قامت بها المديرية العامة للأمن الوطني عبر عدد من الأحياء حول أسباب اندلاع ”حرب الأحياء”، وخلصت إلى أن ذلك يرمي أساسا إلى السعي وراء ”الزعامة” من قبل منحرفين وأصحاب سوابق إجرامية.كما تعود الأسباب بالدرجة الأولى إلى الوضعية الاجتماعية للمتشاجرين، فمعظمهم يعانون البطالة، ويجد رجال الأمن أو عقلاء الأحياء صعوبة في التحاور معهم.وتشير الدراسة ذاتها أيضا، إلى أن أسباب الظاهرة تعود، ولو في صورة غير مباشرة، إلى انعدام المرافق العمومية، لذا اقترحت القيادة الأمنية ضرورة توزيع السكان المرحلين من الحي الواحد على عدة مواقع.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات