+ -

 “من أجل لقمة عيش أولادي، مستعدة لخوض كل التحديات مادمت أعمل بشرفي”، بهذه الكلمات، بادرتنا السيدة كريمة دايخي أرملة قسايسية التي كسرت عرفا حكرا على الرجال ببوهارون في ولاية تيبازة، وركبت عباب الأزرق الكبير.ترملت السيدة كريمة وهي في 28 من عمرها، بعد أن اغتيل زوجها أمام عينها سنة 1994، لتحمل عبء تربية أربعة أطفال، اشتغلت في الخياطة والتطريز والطبخ وصنع الحلويات لتوفير لقمة عيش أولادها.وحصلت كريمة على عدة جوائز في مسابقات الطبخ التي كانت تشارك فيها، خاصة طبخ السمك، قبل أن تقرر خوض تجربة جدية واستلام مشعل زوجها البحار، بالانتساب إلى مدرسة الصيد البحري لشرشال رفقة ابنها، بغرض الحصول على سجل الصيد البحري، “كنت أدرس رفقة 1200 رجل.. كنت المرأة الوحيدة بينهم”، تقول محدثتي. وبدأت كريمة في تحقيق حلمها باقتناء سفينة صيد في إطار تشغيل الشباب لابنها، مخصصة لصيد سمك أبو سيف، تواصل محدثتي “كان الأمر تحديا لنفسي ولقدراتي وللمجتمع الذي كان ينظر إلي بنظرة استغراب، وأنا أمضي الليل في البحر أواجه أهواله، لكن كل هذا ضاعف من عزيمتي وأنا أستمد قوتي من أبنائي”. ولم يتوقف طموح كريمة عند هذا الحد، فإبداعها في طبخ السمك ذاع صيته في بوهارون، فقد اشتغلت طاهية في أحد مطاعمها، كما يقطع زبائنها الكيلومترات في شهر رمضان لتذوق أشهى وصفاتها من بوراك وحساء سمك، وغيرها من الأطباق البحرية التي تحضرها في ميناء بوهارون.وتخوض كريمة حاليا تجربة جديدة، وهي خياطة شباك الصيد، التي تعد أيضا حكرا على الرجال “لكن الحياة تحد، وأنا جاهزة لخوضها”، تختم حديثها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات