مسؤولون يحدثون طوارئ بـ"الجيروفار" في الطرقات

+ -

“أنا دولة”.. هو شعار يتبناه المسؤولون خلال تنقلاتهم بسياراتهم التي يطلقون فيها العنان لصوت “الجيروفار” لأخذ الأولوية في الطريق، ولا مانع إن أزعجوا مواطنين وعطلوا مصالحهم،بغض النظر إن كانوا فعلا مسؤولين أو أشخاصا عاديين.“الخبر” اغتنمت فرصة مرافقتها الوزير الأول عبد المالك سلال لدى زيارته لولاية الأغواط الأربعاء الماضي، واقتربت من بعض الوزراء وطرحت عليهم هذا الانشغال.يتذمر السائقون من سلوكات مسؤولين سامين في الدولة، يُفترض أنّهم يعطون العبرة والمثال عن احترام القانون، حيث يقول المواطن “جلال.ع” لـ«الخبر” إن “ما يثير الاستغراب منذ فترة أن هذا السلوك غير القانوني صار مُمارسة يتفنن فيها حتى أبناء وبنات كبار وصغار المسؤولين وكذا نواب الشعب، الذين يقصدون أعمالهم أو مدارسهم أو جامعاتهم، لإطلاق العنان للـ«جيروفار” على متن سياراتهم المدنية وغير الرسمية، ما يطرح العديد من الأسئلة عن سبب تغاضي الجهات الأمنية المعنية بالرقابة عن هكذا تصرفات تنتهك القانون”.بدوره، تحدث “إياد.د” عن إزعاجه من طرف مسؤولين بواسطة “الجيروفار”، قائلا: “هذه التصرفات تعتبر تعسفا من طرف هؤلاء الوزراء والمسؤولين وتمييزا ويبقى المواطن البسيط هو المتضرر، في وقت يفترض أن يكون هؤلاء أول المحترمين للقانون”.واستغرب الإعلامي “مهدي.م” الاستعمال التعسفي لـ”الجيروفار”، مبرزا: “هؤلاء المسؤولون وأعضاء الحكومة أثبتوا فشلهم في قطاعاتهم، والدليل هي حالة التخلف والهوان التي نعيشها على جميع النواحي، لذلك أستغرب سبب التظاهر بأن أعمال هؤلاء الوزراء والمسؤولين ومشاغلهم أهم من مسؤوليات المواطنين الذين يزعجونهم يوميا”. وأشار “كمال.ج” ممرض في مستشفى بالعاصمة بدوره إلى حالة أخرى أكثر صعوبة من استعمال “الجيروفار”، موضحا: “الأمرّ من الحديث عن التعسّف في استعمال الجيروفار أولئك المسؤولون والوزراء الذين يغلقون الطرقات والشوارع لساعات طويلة، قصد إعطاء الأولوية لمواكبهم في السير، ما قد ينعكس بالضرر على بعض المواطنين، خصوصا في الحالات الطبية الاستعجالية”.أما “سعيد. ش”، موظف، فتأسف على “منح الأفضلية للمسؤولين في السير دون إزعاج، لأن هذا الوضع يجعلهم بمنأى عن الإحساس بالمعاناة اليومية للمواطنين بسبب الاختناقات المرورية، الأمر الذي يضعهم بعيدا عن التفكير في إيجاد الحلول لهذا المشكل، ماداموا قد منحوا لأنفسهم حق السير دون إزعاج، ولو مخالفة لقانون المرور”.عبد المالك بوضياف، وزير الصحة“المواطن أيضا مخطئ!”من جهتهم، برر وزراء، في تصريح لـ”الخبر”، استعمال “الجيروفار” بانشغالاتهم والتزاماتهم الكثيرة، منهم وزير الصحة عبد المالك بوضياف الذي كان يستمع إلى سؤالي “لماذا سيدي الوزير تعتقد أن التحاقك بعملك أهم من بقية المواطنين”، فاختار الوزير إجابة لبقة وهو يفرك أصابعه، ربّما أحرج من السؤال قائلا: “شخصيا لا أرضى وأنا على متن سيارتي ذاهبا إلى مكتبي إزعاج المواطنين في الطريق، لكن لابد على المواطن أن يتفهم وضعيتنا”. ولما انتهى بوضياف من إجابته طرح عليّ سؤالا لأنقله إلى المواطنين، على شاكلة “ضربني وبكى وسبقني واشتكى”، “لماذا يركن السائقون سياراتهم في الشريط الاستعجالي وهم يعلمون أن ذلك ممنوع؟”.سيد أحمد فروخي، وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري“عادي.. فلديّ 10 التزامات في اليوم”كان وزير الفلاحة سيد أحمد فروخي يمشي وسط المسؤولين والصحفيين وهو “يوزع” الابتسامات كعادته، اقتربت منه لأسأله عن إزعاج الوزراء والمسؤولين للمواطنين على مستوى الطرقات، فلم يُمانع ما دام الأمر لا يتعلق بقطاعه، ليجيبني: “الهدف من استعمال المنبه الضوئي “جيروفار” والسرعة الزائدة ربح الوقت، فأحيانا أجد نفسي مُقيّدا بـ10 التزامات في اليوم الواحد، فليس الوزير وحده من يلجأ إلى هذه الطريقة”.عبد المجيد تبون، وزير السكن والعمران والمدينة“الدقيقة عندي تفيد 40 مليون جزائري!”من جهته، قال وزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون: “بالنسبة لي الدقيقة الواحدة فيها مكسب لـ40 مليون جزائري، لذلك أحرص على التحاقي مسرعا وباكرا بمكتبي”.تبون الذي كان بين أصابع يديه اليُمنى سيجارة من نوع “مالبورو”، حاول التهوين من القضية، فأردف: “أغلقت السلطات في باريس جميع الطرقات عندما كنت على رأس وفد وزاري هام إلى فرنسا، وفي الصين تشل حركة المرور لتسهيل حركة المسؤولين عندهم”.محمد عيسى، وزير الشؤون الدينية والأوقاف“لست معنيا.. أخرج فجرا وأعود ليلا”عندما يقترب أحد الصحفيين من وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، يرفض الإدلاء بأي تصريح بخصوص قطاعه، فحاولت البحث عن طريقة تجعلني أطرح الانشغال على الوزير، فاقتربت منه مسرعا وسبقته في الكلام لأضعه أمام الأمر الواقع، فقلت له: “أعلم أنك ترفض التصريح للصحفيين عندما تكون مرافقا للوزير الأول، لكن عندي انشغال يطرحه الكثير من المواطنين وآمل أن تجيبني عنه”. وللأمانة، كانت طريقة حديثه لبقة ومحترمة بتكرار عبارة “تفضّل أنا أسمع”. فطرحت عليه السؤال: “لماذا تزعجون سائقي السيارات عندما تكونون على متن سياراتكم في طريقكم إلى مكاتبكم”، فأجاب: “أنا لست من بين هؤلاء الوزراء أو المسؤولين السامين عامة، لسبب بسيط وهو أنني كل صباح أصلي الفجر ومباشرة أخرج من منزلي قبل الساعة السابعة صباحا، أي الطريق الذي أسلكه يكون شبه فارغ من السيارات، وأخرج من مكتبي بعد الساعة التاسعة والنصف ليلا، يعني طريق العودة إلى المنزل يكون شبه فارغ أيضا”.عبد القادر واعلي، وزير الأشغال العمومية“راك مليح”وعلى عكس نظرائه، فضّل وزير الأشغال العمومية، عبد القادر واعلي، مصافحتي مبتسما عندما طرحت عليه الموضوع، ليكتفي بالقول: “راك مليح”، ثم انصرف.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: