+ -

عاشت مدينة أدرار، ليلة أمس، مواجهات دامية بين متظاهرين، أغلبهم شباب من سكان الحي  الغربي، الواقع بالمخرج الشمالي للمدينة، وقوات الأمن، بسبب ما وصفوه بتفشي بيوت الدعارة  بالحي منذ أكثر من سنة. ودامت المواجهات، التي اندلعت بعد صلاة العصر بين سكان الحي ورجال الأمن، إلى ساعة متأخرة من الليل. جاء تدخل رجال الشرطة بعدما قطع المتظاهرون عددا من الطرق الرئيسية باستعمال الحجارة والمتاريس والعجلات المطاطية المشتعلة، وتواصل التراشق، ما أدى أدى إلى تعرّض بعض أفراد الشرطة للرشق بالحجارة، نتج عنها إصابة أحد رجال الأمن استدعى نقله إلى المستشفى في حالة خطيرة، فيما تعرّضت سيارات ومحلات تجارية لأضرار بليغة، ما استدعى استعمال القنابل المسيّلة للدموع لتفريق المحتجين.وقد رفع المحتجون الذين كانوا ملثمين، شعارات تطالب بمحاربة بيوت الدعارة التي استفحلت بالحي، مثلما يقولون، في منطقة معروفة بوازعها الديني وزواياها، مطالبين بتشكيل لجنة للتحقيق “في السكوت غير المفهوم للجهات المعنية التي لم تحرك ساكنا”، حسب المحتجين، لاستئصال الظاهرة ومحاربة الوضع المخزي الذي وصلت إليه المنطقة.وقد علمنا أن مصالح الأمن قامت بتوقيف 15 شخصا من المتظاهرين، من بينهم شباب وكهول يقطنون بحي بني واسكت، وتم تقديمهم أمام وكيل الجمهورية، بعد أن وجهت لهم تهمة التجمهر غير المرخص. فيما قام والي أدرار باستقبال أعيان ومشايخ المنطقة لدراسة الوضع، ولم تتسرب أي معلومات حول فحوى هذا اللقاء والقرارات التي اتخذها الوالي لعودة والأمن والاستقرار.وكان احتجاج السكان قد بدأ، مساء يوم الثلاثاء الماضي، حين أغلق المحتجون الطريق المؤدي إلى المدينة الجديدة الشيخ بلكبير، ليتواصل مرة أخرى صبيحة يوم الأربعاء، أين نصّب هؤلاء خيما لتأكيد رغبتهم في مواصلة الاعتصام والاحتجاج على الظاهرة، رافعين لافتات تقول “لا للدعارة”، ورددوا شعارات تندد بما أسماه المحتجون بتساهل السلطات مع تواجد بيوت مشبوهة في بعض أجزاء الحي، الذي يعاني تدهورا أمنيا، حسب المحتجين.وكادت الأمور تعرف منعرجا خطيرا عندما حاول محتجون حرق بعض البيوت “المشبوهة بممارسة الرذيلة في وضح النهار”، قبل أن تتدخل المصالح الأمنية لتطوّق أهم المخارج المؤدية إلى الحي الغربي.وتأتي أحداث أول أمس، أياما فقط بعد تلك التي عرفتها ولاية البليدة، نهاية الشهر الماضي، حين ثار سكان حي بن بولعيد ضد مرتادي فندق “الأنيق” المعروف باسم “بالاص”، الواقع بجوار حيهم وسط مدينة البليدة، أين دخلوا في مناوشات مع بعض الزبائن الذين اعتادوا على زيارة ملهى الفندق، ليتدخل أفراد الأمن لفض النزاع بين الطرفين وإعادة الهدوء إلى الحي، غير أن الأمور تطوّرت فيما بعد، حين حاصر سكان الحي الفندق في حدود الساعة الواحدة صباحا، ودخلوا في اشتباكات مع أعوان الحراسة وبعض زبائن الفندق، ما خلّف إصابات متفاوتة الخطورة جراء التراشق بالحجارة وبقنينات المشروبات الكحولية، قبل أن يتدخل أفراد الأمن لفض النزاع وإعادة الهدوء إلى الحي.وعبّر سكان الحي لـ “الخبر” عن امتعاضهم الشديد من تصرفات بعض المنحرفين، الذين اعتادوا على زيارة الفندق، وكشفوا أنها ليست المرة الأولى التي ينشب فيها حادث مماثل، بل أصبح محيط الفندق يجلب منحرفين من عدة ولايات. وفي تطور جديد للقضية، أصدر الوالي نهاية الأسبوع قرارا استعجاليا بالغلق الفوري لفندق “بالاص”، وتم تنفيذ عملية التشميع القانوني ومنع أي حركة بالمبنى ذاته.وقبلها، كانت منطقة زرالدة قد شهدت أحداثا مأسوية بعدما لقي 7 أشخاص حتفهم وأصيب آخر بحروق، إثر حريق شبّ على مستوى المركب السياحي بعد إطلاق مجموعة من المنحرفين ألعابا نارية على إحدى الغرف بالملهى، إذى إلى الحريق القاتل.كما سبق لسكان تيشي ببجاية أن “انتفضوا” بدورهم ضد الملاهي الليلية وبيوت الدعارة، في الأشهر القليلة الماضية، والوضع نفسه أيضا عاشته قبل ذلك أحياء بولاية عنابة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات