"الأمازيغية تربطها علاقة تكامل مع العربية"

+ -

 يعتقد المؤرخ والناشط السياسي، محمد أرزقي فراد، أن السمة البارزة في العلاقة بين اللغتين العربية والأمازيغية هي علاقة تكامل ومثاقفة طيلة قرون عديدة. وظل الأمر على هذه الصورة، حسبه، إلى أن حلّ الاستعمار الفرنسي بالجزائر فسعى لإحداث شرخ في صرح هذه العلاقة المتكاملة، عن طريق كتابة اللسان الزواوي (القبائلي) بالأبجدية اللاتينية، منذ أن نشر الضابط الفرنسي أدولف هانوتو كتابا حول الشعر القبائلي سنة 1867. وقال فراد: “علما أن أجدادنا سلّموا له النصوص الشعرية الأمازيغية بالأبجدية العربية، فنشرها في البداية بالأبجديتين المذكورتين. ولم يلبث الفرنسيون أن تخلوا عن كتابة الأمازيغية بالأبجدية العربية، من أجل فك الارتباط بين اللغتين العربية والأمازيغية، وربط هذه الأخيرة باللغة الفرنسية عن طريق كتابتها بالأبجدية اللاتينية.  وهكذا، فإن تعكير صفو العلاقة بين اللغتين الأمازيغية والعربية حسب الأستاذ فراد قد بدأ في عهد الاستعمار، ثم تفاقم في عهد الاستقلال بسبب إقصاء الأمازيغية وإدراجها ضمن الجرائم التي يعاقب عليها القانون. وقد دفع ذلك أنصار هذه الأخيرة إلى طلب تعلّمها بأوروبا وأنجبت هذه المظلمة ردة فعل عنيفة.ويرى فراد أن العربية والأمازيغية كليهما كانتا رهينة لقراءة متطرفة أنجبت علاقة مجابهة، أثمرت عداوة وبغضاء بين الإخوة. وقال: “لذا يجب على الأخيار في جميع المواقع أن يعملوا على تحريرهما من الهيمنة الإيديولوجية الضيقة التي تنظر بعين السخط إلى التنوع اللغوي الذي جعله الله قاعدة للحياة. فالذي يتصوّر أن “الوحدة” لن تكون إلا بوحدة اللغة، هو في الحقيقة لا يقرأ الواقع كما هو، بل يسقط تصوّره الإيديولوجي الأحادي على واقع متنوع منذ القدم. فلو كانت “وحدة اللغة” عاملا حاسما في تحقيق الاتحاد بين الشعوب لتوحّدت الدول العربية وكذا دول أمريكا الوسطى والجنوبية التي تجمعها اللغة الاسبانية. فالوحدة الحقيقية في نظري هي تلك التي تتحقق في إطار التنوع والديمقراطية، ولنا في تجربة ماليزيا خير مثال على ذلك”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: