رجال يمتهنون صنع "الكسرة" وينافسون النساء في المطبخ

+ -

 ظهرت في السنوات الأخيرة تجارة أصبح يحترفها الرجال، كانت قبل وقت قريب ولا تزال حكرا على النساء، حيث أصبح “الجنس الخشن” يتفنن فيها وبأنواعها المختلفة، خاصة مع الشهر الفضيل، حين تكون “الكسرة” سيدة الموائد دون منازع. ولم يقتصر ولوج الرجل عالم المرأة في الطبخ التقليدي، بل تجاوز إلى فرض منطقهم داخل المطبخ.والجديد في اقتحام الرجال لحرف مرتبطة بالمرأة، هو فتح محلات خصيصا لصنع الكسرة وعلى المباشر يقودها ويعمل فيها رجال، حيث يتسنى للمستهلك والمشتري أن يرى طريقة عجنها وطرحها ووضعها للإعداد فوق الطاجين المصنوع بالطريقة اليدوية، وبأنواعها الثلاث “رخسيس”، خميرة، وكسرة بالزيت، ليأخذها الزبون ساخنة إلى المنزل.وظهرت هذه المحلات في بعض الولايات على غرار قسنطينة، وإن كانت قليلة، إلا أنها كسرت احتكار المرأة لصنع الكسرة، وهذا بالرغم من انتقادات طالتها بعد تداول صورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين رافض للفكرة ومرحّب بها، إلا أن هذه المحلات حلت إشكال العديد من العاملات والمريضات والعائلات التي لا تحسن نساؤها إعداد الكسرة.في هذا الشهر أيضا تتجسد صور مزاحمة الرجل للمرأة في المطبخ، حيث يأكل الرجل بعينه قبل فمه، ويسعى لتحضير أنواع مختلفة من الطعام بعد أن يقصد السوق ويحاول طهيها جميعها، بفرضها على نساء المنزل، سواء أكانت زوجته أو أمه أو شقيقته، وهو الأمر الذي يخلق الاختلاف والتصادم أحيانا، ويمنع المرأة من تسيير مطبخها، ويدفع الرجل ليكون بطل المطبخ ويختار الأطباق.وقد اختلف بعض من تحدثت معهم “الخبر” بين مؤيد ومعارض للفكرة، فأكد البعض أنهم يرفضون أصلا الدخول إلى المطبخ ويمنحون كل الصلاحيات لنساء المنزل ويضعون فيهن الثقة، فيما يرى البعض أن للرجل حق اقتراح بعض الأطباق والبهارات المستعملة فيها، في حين لم يخف كثيرون شغفهم بالمطبخ ومشاركة النساء فيه، مؤكدين أنهم يتفوقون على النساء في إعداد بعض الأطباق التقليدية والعجائن وحتى صنع الكسرة والفطير والتريدة وغيرها، رغم يقينهم والإزعاج الذي يتسببون فيه للجنس اللطيف، خاصة عند ترك عشرات الصحون والوسائل المستعملة في التحضير دون تنظيف، والتسبب في فوضى داخل المطبخ.وقد عرف مستشفى قسنطينة الجامعي بن باديس منذ بداية الشهر الفضيل ارتفاعا في عدد الإصابات الناجمة عن الشجارات، حيث تستقبل مختلف المصالح حوالي 14 مصابا كل يوم، من بينهم زوجات تعرضن للاعتداء من طرف الأزواج وتسببن لهن في إصابات على مستوى الوجه والعيون، فيما يبرز الاعتداء على الزوجات بكثرة خلال هذا الشهر بشجارات أغلبها بسبب الأكل.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: