"سأفجر المسكوت عنه بخصوص استشهاد علي لابوانت"

+ -

قرر المجاهد ياسف سعدي، الرد على ما ورد في كتاب الجندي الأمريكي من أصل فرنسي “تاد مورغن”. وقال ابنه في تصريح لـ “الخبر”، أمس، إن “ياسف سعدي بحوزته أكثر من مائتي وثيقة غير منشورة تحصل عليها مؤخرا “تفجر كثيرا من المسكوت عنه بخصوص قضية استشهاد “علي لابوانت” وحسيبة بن بوعلي”. وتثبت أن ما ورد في كتاب “تاد مورغن”، وهو إلى جانب كونه جنديا، عمل صحفيا دعائيا خلال معركة الجزائر، “عبارة عن أباطيل، وتزييف للتاريخ”. ويأتي رد فعل ياسف سعدي، عقب نشر الترجمة الفرنسية لمذكرات “تاد مورغن”، الذي اتهمه بالوقوف وراء “التبليغ بمكان اختباء الشهيد علي لابوانت”. أعاد كتاب الجندي الأمريكي “تاد مورغن”، الصادر مترجما إلى اللغة الفرنسية في شهر مارس الفارط، بعد أن صدر في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2006، بعنوان “معركة الجزائر كما عايشتها”، الجدل مجددا بخصوص من يتحمّل مسؤولية “التبليغ بمخبأ الشهيد علي لابوانت”. وبحسب الجندي الأمريكي، فإن هذه المسؤولية يتحمّلها ياسف سعدي، الذي قضى، حسبه، اثنين وعشرين يوما، وهو أمام قاضي التحقيق الفرنسي. ومن بين الأمور التي أدلى بها، “المكان الذي كان يختبئ فيه علي لابوانت رفقة حسيبة بن بوعلي، محمود بوحميدي، وعمر ياسف”. وذكر أن عُملاء ومُخبري الجنرال ماسو تمكّنوا من معرفة مخبأ ياسف سعدي وزهرة ظريف، بعد الاعترافات التي أدلى بها المدعو “زروق” لجنود ماسو، دون أن يخضع للتعذيب.ويعيد كتاب “تاد مورغن”، المنحدر من عائلة فرنسية مقربة من عائلة الجنرال ماسو، الذي ساعد على نقله إلى مصالحه بالجزائر العاصمة، أثناء تأديته لواجب الخدمة الوطنية، إلى الواجهة قضية الشهادات التي يدلي بها الفاعلون التاريخيون الفرنسيون، التي تسير في كثير من الأحيان في منحى إظهار المجاهدين الجزائريين وفق الصورة التي كانت تريد أن تروج لها مصالح الاستخبارات والأجهزة الأمنية الفرنسية، التي كلفت بمهمة زرع الشك في صفوف الفدائيين خلال معركة الجزائر، وإظهار قادة الثورة في صورة “خونة” بغية تحطيم الروح النضالية، وكسر كل رغبة للالتحاق بجيش التحري الوطني.وتندرج عملية “لابلويت” الشهيرة التي قادها الكومندان “ليجيي” من الجزائر العاصمة، ونقلها إلى الولاية الثالثة، ضمن هذه الخطة الاستخباراتية التي أتت بثمارها، ونتج عنها توغل الشك بين صفوف قيادة الولاية بشأن علاقة الطلبة والمثقفين والفدائيين المنحدرين من المدن بالثورة، فتم تصفية عدد كبير من هؤلاء.وكان “تاد مورغن” قد انتقل من “البرواقية” إلى الجزائر العاصمة، في جانفي 1957، بعد أن شارك في معارك ضد المجاهدين في جبال “الشفة”، فتم اختياره للعمل صحفيا دعائيا، في صحيفة دعائية كان يصدرها “ماسو” بعنوان “الوقائع”. وأوكلت للصحيفة مهمة تكسير إضراب الثمانية أيام الذي شرع فيه قادة الثورة مع بداية عام 1957. وإضافة إلى العمل الدعائي الذي تخصص فيه “تاد مورغن” كمحرر في صحيفة “الوقائع”، استعمل الجنرال ماسو خبراء في التعذيب والعمل النفسي، وجنود قدماء شاركوا في حرب الهند الصينية، لغرض تحطيم جيش التحرير الوطني، وإفشال معركة الجزائر.ويذكر مورغن في كتابه، أنه عمل طيلة سنة 1957، في تحرير مقالات دعائية للنيل من الثورة، وتكسير معنويات الفدائيين. وانتقد فيلم “معركة الجزائر” الذي أخرجه الإيطالي “جيلو بونتركورفو”، واعتبره “فيلما بعيدا كل البعد عن الحقيقة التاريخية”، وكل ما ورد في كتابه سيرد عليه المجاهد ياسف سعدي قريبا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات