+ -

 إنّ للعقل البشري وزنه وقيمته بوصفه أداة من أدوات المعرفة والهداية في الإنسان، هذا حقّ، ولكن هذا العقل البشري هو عقل الأفراد والجماعات في بيئة من البيئات، متأثّر بشتى المتأثّرات ليس هناك ما يسمّى “العقل البشري” كمدلول مطلق!إنّما هناك عقلي وعقلك وعقل فلان وعلان في مكان ما، وزمان ما.. وهذه كلّها واقعة تحت مؤثّرات شتّى تميل بها من هنا وتميل بها من هناك، فلا بدّ إذا من ميزات ثابتة ترجع إليها هذه العقول الكثيرة، فتعرف عندها مدى الخطأ والصّواب في أحكامها وتصوّراتها، ومدى الشّطط والغلو، أو التّقصير والقصور في هذه الأحكام والتصوّرات، وقيمة العقل البشري هنا في كونه الأداة المهيّأة للإنسان ليعرف بها وزن أحكامه في هذا الميزان، الميزان الثابت الّذي لا يميل مع الهوى ولا يتأثّر بشتى المؤثّرات.ولا عبرة بما يضعه البشر أنفسهم من موازين، فقد يكون الخلل في هذه الموازين ذاتها، فتختلّ جميع القيم، ما لم يرجع النّاس إلى ذلك الميزان الثابت القويم الصّادر من ربّ العالمين الّذي خلق الصّنعة فأتقن صنعها، ثمّ أعدّ لها منهج صيانتها وحمايتها، فحرسها بالعين الّتي لا تنام وأكنفها بالكنف الّذي لا يُضام.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات