+ -

حركت الأعمال الإرهابية التي شهدتها دول أوروبية منها فرنسا، عمليات ملاحقة طالت عشرات المشتبه فيهم منهم جزائريون. ورغم عدم لعب أفراد من حاملي وثائق سفر جزائرية أدوارا في تدبير وتنفيذ الهجمات الدامية الكبيرة التي شهدتها فرنسا أو بلجيكا في الأشهر الأخيرة، فهم يبقون في قائمة المطلوبين أو المبعدين.-فرنسا ترحل عبد الكريم مصطفى وتلاحق عالم الذرة الجزائري عدلان هيشور-هيشور: سفارة الجزائر بالبرازيل تخلت عني بحجة حيازتي جواز سفر أجنبيا أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، الخميس، أنها رحلت اليوم إلى الجزائر عبد الكريم مصطفى، وهو مواطن “من ذاك البلد”. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر أمني قوله إن عبد الكريم مصطفى لا يمت بصلة قرابة إلى إسماعيل مصطفى الذي شارك في تنفيذ مجزرة مسرح باتاكلان، خلال الاعتداءات الإرهابية التي أدمت باريس ليلة 13 نوفمبر. وأوضحت الداخلية الفرنسية، في بيانها، أن طرد المواطن الجزائري تقرر”بالنظر إلى التهديد الخطير الذي كان يشكله على النظام العام بإبقاء هذا الفرد على الأراضي الفرنسية”. ولم توضح الداخلية في بيانها طبيعة هذا التهديد، لكن مصدرا امنيا أفاد بأن “عبد الكريم مصطفى كان على صلة مفترضة بشبكات جهادية”.وارتفع عدد الأجانب الذي طردتهم السلطات الفرنسية منذ 2012 بموجب قوانين مكافحة الإرهاب إلى 80، بحسب الوزارة. ويشكل الرعايا الجزائريون حصة مهمة من الذين يتم طردهم من فرنسا إلى بلدانهم، منذ سنوات. ويجري التخطيط لإبعاد أئمة متطرفين في إطار خطط الحكومة الفرنسية لمراجعة سياسات استقبال الأئمة الأجانب. ويواجه جزائريون آخرون ملاحقون في قضايا أمنية ومصنفون ضمن قوائم أمنية، أوامر بالطرد في إيطاليا وبريطانيا، وكندا، فيما تستعد ألمانيا لإبعاد آلاف الآخرين، يوصفون باللاجئين الاقتصاديين.وأعلنت السلطات الإيطالية، منذ فترة قصيرة، أنها سترحل جزائريا إلى بلجيكا بعد أن اعتقلته للاشتباه بأنه زود “الإسلاميين المتشددين” الذين نفذوا الهجمات الدامية في بروكسل وباريس بوثائق مزورة.كما ألقت شرطة مكافحة الإرهاب القبض على جمال الدين عوالي (40 سنة) في بلدية بيليتسي الصغيرة بجنوب إيطاليا، وذلك بموجب مذكرة اعتقال دولية صدرت بحق عوالي في جانفي الماضي، بعد أن عثر أثناء مداهمة لشقة في ضاحية سان جيل ببروكسل على وثائق مزورة مثل جوازات سفر وآلات للتزوير، مثلما تقول السلطات الإيطالية. كما تدخل شقيق رئيس الحكومة الكندية، جاستن ترودو، شهر مارس الماضي، في رسالة مفتوحة لوزير الأمن العام الفيدرالي، من أجل وقف ترحيل الجزائري محمد حركة، المتهم بالانتماء لتنظيم القاعدة، الأمر الذي نفاه هذا الأخير.ألكسندر ترودو، الذي يصغر رئيس الحكومة بسنتين، دعا الوزير إلى إلغاء ترحيل محمد حركة، البالغ من العمر 47 عاما، إلى الجزائر، حيث كان الأخير يعمل في توصيل البيتزا. وكان محمد حركة سجن من 2002 إلى 2006 بموجب قانون مكافحة الإرهاب.ويخضع عالم الذرة الجزائري الأصل عدلان هيشور هو الآخر للإقامة الجبرية بعد طرده من البرازيل قبل ثلاثة أسابيع، وأبلغ هيشور صحفيين برازيليين مستقلين أنجزا تحقيقا عنه، في اتصال عبر “سكايب”، أنه ملزم بالحضور ثلاث مرات في اليوم لدى مركز للشرطة في ناحية فيان بإقليم إيزار بجنوب غربي فرنسا، حيث يقيم والداه، كما يمنع عليه الابتعاد عن مركز إقامته بأكثر من 20 كيلومترا.وروى هيشور في تحقيق مطول نشره موقع “ذا واير” المهتم بقضايا حقوق الإنسان، هذا الأسبوع، كيف أن السلطات البرازيلية قامت بإبعاده إلى فرنسا بدل الجزائر، رغم إظهاره وثيقة سفر رسمية جزائرية. وسأل الموقع مصالح السفارة الجزائرية حول أسباب عدم تدخلها في قضيته وعدم الاعتراض على إبعاده إلى فرنسا كونه مواطنا جزائريا، فردت بأنه يحمل جواز سفر أجنبيا، وغير مسجل لديها ولم يتصل خلال فترة وجوده بالبرازيل بها”. وعلق هيشور على ذلك: “إنها كذبه كبيرة”، مظهرا وثيقة تؤكد أنه يتوفر فعلا على تسجيل لدى المصالح الدبلوماسية الجزائرية بالبرازيل.وأظهر عالم الذرة خيبة أمله ومخاوف من المصير الذي ينتظره، مشككا في أن الخطوة المقبلة هي ترحيله حيث كان يرغب “الجزائر”. مظهرا “تشاؤمه من تفاعل السلطات الجزائرية مع قضيته بخصوص مخاوفه من انتهاك حقوقه في حال إعادته إلى فرنسا”، وقال: “تخيلوا كيف ستكون وضعيتي في الجزائر، هذا أمر مثير للانزعاج، أخشى ما سيأتي في الفترة المقبلة”. ويستبعد أن يكون تصرف المصالح الدبلوماسية الجزائرية بالبرازيل من تلقاء نفسها، حيث يجري في مثل هذه الحالات استشارة وزارة الخارجية في مثل هذه القضايا. وتفضل السلطات الجزائرية، في حالات، عدم التدخل لمساعدة جزائريين تتم ملاحقتهم في قضايا إرهاب في دول أخرى، مثلما جرى مع جزائريي البوسنة، خشية إغضاب الدول الكبرى.وبيّن التحقيق الصحفي أن هيشور، الذي كان يدرس بأحد معاهد ريو دي جانيرو، أبعد بقرار صادر عن وزير العدل الاتحادي لدافع “المصلحة الوطنية” وليس على أساس أدلة، في إشارة إلى تهدئة الجانب الفرنسي الذي عبر عن مخاوف من تعرض بعثته المشاركة في الألعاب الاولمبية لخطر إرهابي. وأظهر كيف أن السلطات البرازيلية انتهكت حقوق العالم هيشور، إرضاء للسلطات الفرنسية، وصدمة الأسرة العلمية في جامعة ريو دي جانيرو، حيث تنقل مسؤولون في الجامعة إلى المطار لتوديع زميلهم. ويجزم هيشور أن القضية مفتعلة. وقال للصحفيين: “من الواضح أنهم يستهدفونني، ويريدون القضاء على مستقبلي”، مشيرا إلى المصير الذي لاقاه، رغم الجهد الذي بذله لتقديم حلول جديدة في مجال توليد طاقات جديدة ومعالجة أمراض السرطان.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات