أوّل التّكاليف أن تؤدّى الأمانة الكبرى وتبيعاتها

+ -

الأمانات تبدأ من الأمانة الكبرى.. الأمانة الّتي ناط الله بها فطرة الإنسان الّتي أبت السّماوات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان. أمانة الهداية والمعرفة والإيمان بالله عن قصد وإرادة وجهد واتجاه.فهذه أمانة الفطرة الإنسانية خاصة، فكلّ ما عدَا الإنسان ألهمه ربّه الإيمان به والاهتداء إليه ومعرفته وعبادته وطاعته وألزمه طاعة ناموسه بغير جهد منه ولا قصد ولا إرادة ولا اتجاه. والإنسان وحده هو الّذي وكل إلى فطرته وإلى عقله وإلى معرفته وإلى إرادته وإلى اتجاهه وإلى جهده الّذي يبذله للوصول إلى الله تعالى بعون منه سبحانه: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} العنكبوت:69.إنّ السّماوات والأرض والجبال الّتي اختارها القرآن ليحدث عنها، هذه الخلائق الضخمة الهائلة، الّتي يعيش الإنسان فيها أو حيالها فيبدو شيئًا صغيرًا ضئيلاً.. هذه الخلائق تعرف بارئها بلا محاولة وتهتدي إلى ناموسه الّذي يحكمها بخلقتها وتكوينها ونظامها، وتطيع ناموس الخالق طاعة مباشرة بلا تدبّر ولا واسطة، وتجري وفق هذا الناموس دائبة لا تني ولا تتخلف دورتها جزءًا من ثانية، وتؤدّي وظيفتها بحكم خلقتها وطبيعتها غير شاعرة ولا مختارة!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات