"الإمام المغتال في نيويورك اغتيل مرتين.. الأولى على يد المجرم والثانية إعلاميا"

+ -

 أعرب رئيس المرصد المناهض للإسلاموفوبيا، عبد الله زكري، في حوار لـ«الخبر”، عن سخطه واستيائه لطريقة معالجة مقتل الإمام ومساعده، بحي أوزون بارك النيويوركي، إعلاميا من قبل مختلف وسائل الإعلام الغربية، سواء في الولايات المتحدة الأمريكية أو في فرنسا. وقال إن هذه الأخيرة لم تعط القضية حقها، على أنه تم قتل شخصية دينية مسلمة، عكس ما حدث بالنسبة للقس الذي تم ذبحه داخل كنيسة سان إيتيان دو روفري بفرنسا، الذي أحدث الاعتداء الهمجي عليه ضجة إعلامية زعزعت كل بلدان العالم، واصفا الوضع بالمؤسف والمقلق في الوقت نفسه، في ظل تنامي الخطابات السياسية المعادية للإسلام وللمسلمين، على رأسها تلك المتعلقة بمرشح الرئاسيات الأمريكية، دونالد ترامب.هل تعتقدون أن مقتل الإمام ومساعده بحي أوزون بارك بنيويورك جاء نتيجة الخطاب العنصري المعادي للمسلمين لمرشح الرئاسيات الأمريكية، دونالد ترامب ؟ بطبيعة الحال، خطابات دونالد ترامب العنصرية ساهمت في تغذية أفكار المتطرفين وخلقت مشاعر الكراهية تجاه المسلمين في أمريكا، وهي تعد بمثابة إشارة انطلاق لاقتراف اعتداءات على المسلمين، وأصبح الوضع مقلقا اليوم حتى في فرنسا، بالرغم من إظهار الجالية المسلمة تضامنها الكبير عند وقوع أي اعتداءات إرهابية، إلا أن نداءات العنصرية والكراهية للمسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي، الداعية إلى قتل كل الشخصيات البارزة الممثلة لأعضاء الجالية المسلمة بفرنسا، باتت مؤشرا خطيرا لتنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا وانتشارها وسط هؤلاء المتطرفين. لكن للأسف الشديد هناك اختلاف كبير في التعامل الغربي إعلاميا مع الشخصيات الدينية، وهذا ما يزيد في تصاعد الحقد والكراهية ضد المسلمين، وهذا ما زاد أيضا في غضبي مقارنة بما رأيناه مؤخرا فيما يتعلق بالجريمة الشنعاء التي كان ضحيتها القس داخل الكنيسة والتي زعزعت كل بلدان العالم، نظرا للضجة الإعلامية التي عرفتها، عكس تغطية وسائل الإعلام لمقتل الإمام ومساعده، وتمت معالجة القضية على أنها جريمة في خانة الحوادث فقط، علما أن الإمام أيضا يعد شخصية دينية مسلمة ويجب احترامها.كيف يتم التعامل اليوم مع هذا المؤشر الخطير من أفعال الإسلاموفوبيا الذي أصبح يمس الشخصيات الدينية؟ حقيقة الأمر مقلق كثيرا اليوم، لاسيما في فرنسا، فبالرغم من اتخاذ الحكومة كافة الإجراءات اللازمة، إلا أن الخطر لا يزال موجودا كما سبق وأن ذكرت، فالمناخ على مستوى الروابط الاجتماعية لا يبشر بخير وما حدث في نيويورك قد يعطي شرارة الكره لهؤلاء المتطرفين، ويدفعهم إلى ارتكاب حماقات لا يحمد عقباها، والحمد لله فقد تم تشديد المراقبة على أماكن العبادة ووضع العديد من الكاميرات عند المداخل من أجل تأمين هذه الأماكن، خاصة أن الحكومة الفرنسية قد وفرت مبالغ مالية جد معتبرة لحراسة أماكن العبادة لمختلف الديانات الموجودة في فرنسا، حيث تم تخصيص غلاف مالي يقدر بـ9 ملايين أورو توجد تحت تصرف هذه الهيئات. ولكن عندما نرغب في التحدث اليوم عن أفعال الإسلاموفوبيا لا يجب التوقف عند فرنسا أو نيويورك، وإنما الظاهرة أصبحت تطال كل أوروبا وكل بلدان العالم اليوم دون استثناء. وللتذكير، فقد تم إحصاء 70 اعتداء خلال السداسي الأول من السنة الجارية على أماكن العبادة و6 اعتداءات أخرى على المقابر، يجب علينا أن نتوخى الحذر وأن نكون يقظين أكثر من أي وقت مضى.بالرجوع إلى فرنسا، كيف تصفون قرار عمدة بلدية كان المانع لارتداء “البوركيني” في شواطئ “كوت دازور”. ألا ترون بأنه تضييق على حرية الأشخاص خاصة المسلمين منهم ؟في نظري قرار عمدة “كان” مجحف وفي غير محله، لأنه في حد ذاته قرار لا يحترم اللائكية ولا يتطابق تماما مع مبادئ الجمهورية وحرية المعتقد، ويعتبر مساسا بمبدأ العيش معا، وانتهاكا لحرية الأشخاص من الانتماء الإسلامي ولا أساس له، ففي الوقت الذي يطلب من مسلمي فرنسا احترام اللائكية، يتم الإخلال بها من قبل الفرنسيين من الأصول الفرنسية، الأمر الذي سيساهم في إحداث تمييز بين أبناء فرنسا، وأنا لا أفهم هذه الحساسية التي تصيب الفرنسيين من مسلمي ومسلمات فرنسا. فلماذا تحدث ضجة عندما ترتدي مسلمة فستانا طويلا على الشاطئ، والأمر لن يكون غريبا عندما ترتديه مسيحية أو يهودية أو امرأة من ديانة أخرى؟ لكن للأسف ويا للعجب الأنظار تتجه كلها نحو تلك المسلمة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: