الحاجة حمدي والبحر..قصة حب تدوم منذ 27 سنة

+ -

 الحاجة حمدي عائشة من مستغانم خرجت عن المألوف وتميزت عن باقي النساء باختيارها مهنة يهابها الرجال.. إنها صيد السمك في أعماق البحر، لتكسر بذلك لأول مرة بالجزائر احتكار الرجال لهذه المهنة، فنجحت في هذا التحدي وكسبت الرهان واستحقت احترام الجميع لشجاعتها النادرة.تقول السيدة عائشة التي ناهزت السبعين من عمرها “اخترت هذه المهنة بهدف قهر الظروف الاجتماعية التي كنا نمر بها بعدما عجز زوجي عن مواصلة نزول البحر للصيد ولم ننجب إلا سبع بنات، وأمام هذا الوضع كان لازما علي أن أنزل إلى وسط البحر في قارب الصيد مع زوجي، ففعلت ذلك لأول مرة وكان عمري آنذاك ثلاثة وأربعين سنة. تعلمت خلال فترة مرافقة زوجي فنون الصيد وخبايا ركوب البحر، وبعد وفاته أصبحت أعتمد على نفسي ونقلت شغف الصيد لبناتي السبع اللواتي علمتهن المهنة منذ نعومة أظافرهن ورغم زواجهن كن يأتين لمساعدتي.وأضافت المتحدثة أن مهنة الصيد كلها مخاطر في مقدمتها الرياح القوية التي تسبب اضطراباً كبيراً لأمواج البحر بشكل يجعل الصيد صعباً جدا “كدت في عدة ليال مظلمة أن أفقد ابنتي الكبرى وسط تلاطم الأمواج، ومع ذلك فإن الحظ يلعب دوره في الصيد فقد يرزقك الله بالخير الوفير وقد تعود بعد ليلة قاسية فارغ اليدين”.ورغم تقدم الحاجة حمدي عائشة وإحساسها ببعض التعب، إلا أنها تؤكد حبها الكبير لمهنتها مصدر رزقها الوحيد، وللبحر أيضاً، فحتى في الأيام التي لا تصطاد فيها تنزل إلى البحر في قاربها رفقة بناتها، وفي الصيف يسبحن في وسط البحر بعيداً عن أعين الناس. والمثير في عائلة حمدي أنها نقلت حبها لهذه المهنة إلى أحفادها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات