+ -

 قرّرت كثيرٌ من العائلات المسلمة، خصوصًا في الولايات الشمالية بالهند، عدم تناول أيّ وجبات تحتوي على اللحوم في عيد الأضحى هذا العام، وبدل الأضاحي قرّرت تناول السمك والبيض.جاء ذلك بعدما تعرّض مسلمو الهند لحالات اعتداء وصدامات مع عصابات “مقدسي البقر”، فضلاً عن تعرّضهم للملاحقة القانونية من قبل الشرطة بذريعة حيازة لحم بقري.ويجد المسلمون في الهند أنفسهم في وضع لا يُحسدون عليه في عيد الأضحى؛ فرغم أنّ عصابات “مقدسي البقر” لا تهتم إلاّ بلحم البقر، إلاّ أن كلمة ّلحمّ تحوّلَت فجأة إلى كلمة محرّمة في كثير من أنحاء الهند بسبب المخاوف الّتي تعزّزت مؤخّرًا جرّاء فرض كثير من الولايات الهندية حظرًا على ذبح الأبقار، ونتيجة الخوف من عصابات “حماية البقر” والآن الشرطة، ووسط تضييق قوي وإجراءات مشدّدة على ذبح الثيران وحظر العجول. وفي السياق نفسه، اتّجه عدد متزايد من المطاعم في دلهي ومحيطها إلى تقديم قوائم وجبات تحتوي لحوم الضأن والدجاج والأسماك فقط، مخافة اتّهامها بتقديم لحم الأبقار لزبائنها. في حين تقيّدت قوائم الوجبات بما لا يشمله الحظر القانوني على تقديم لحوم الأبقار، فإنّ منتجي لحوم الجاموس تعرّضوا لضربة كذلك.ويواجه كلّ مَن وُجد متلبّسًا بذبح بقرة، وهي “حيوان مقدس” في الهند، أو أكل لحم البقر في هاريانا، عقوبة تصل إلى 10 سنوات سجنًا وغرامة قيمتها 100 ألف روبية. ومنذ تولّى ناريندرا مودي وحزبه القومي الهندوسي بهارتيا غاناتا السلطة في 2014، نالت عصابات حماية الأبقار الهندوسية اهتمامًا إعلاميًا. وخلال حملته الانتخابية، كان مودي يذكر في كثير من الأحيان الحاجة إلى حماية الأبقار. وفي الشهور القليلة الماضية، قامت هذه العصابات باعتداءات على المسلمين والفئات المجتمعية الدنيا الّذين يشتبهون بنقلهم للأبقار أو ذبحها أو أكل لحومها. وفي الشهر الماضي، اندلعت احتجاجات بعد أن قامت إحدى هذه المجموعات بجلد 4 مزارعين قرويين في ولاية غوجرات مسقط رأس مودي. وقال القرويون إنهم كانوا فقط يقومون بسلخ بقرة نفقت لأسباب طبيعية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات