+ -

 عليك بالصّبر الجميل الّذي لا ضجر معه، وكن راضيًا عن الله تعالى، فإنّه أرحم بك من رحمة الأم بطفلها الرّضيع. والصّبر يتحقّق بثلاثة أمور: حبس النّفس عن الجزع والسّخط، وحبس اللّسان عن الشّكوى للخَلق، وحبس الجوارح عن فعل ما ينافي الصّبر.لا تطلب البلاء ولا تتمنّه، وعلى العبد ألاّ يتمنّى المرض والبلاء لأنّه لا يدري هل يصبر أم لا؟ ولذلك كان نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم يُعلّمنا أن نسأل الله العافية، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ”سلوا الله العفو والعافية، فإنّ أحدًا لم يُعطَ بعد اليقين خيرًا من العافية” رواه أحمد والتّرمذي.توكّل على الله مع الأخذ بالأسباب، كأن تأخذ بأسباب الشّفاء مع العلم بأنّ تلك الأسباب لا تنفع ولا تضرّ بأمر مسبّب الأسباب فإنّه مهما كان مرضك، فإنّ له دواء عَلِمه من عَلمه وجهله من جهله، روى أحمد وأصحاب السنن قوله صلّى الله عليه وسلّم: ”تداووا عباد الله فإنّ الله تعالى لم يضع داء إلاّ وضع له دواء غير داء واحد الهرم”. فلا حرج أن تتناول الدّواء ولكن اعلم أنّ الدّواء مجرّد سبب للشّفاء، لكن الشّافي هو الله سبحانه وتعالى. قال الله تعالى حكاية عن سيّدنا إبراهيم عليه السّلام: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين}، وقال تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُؤِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ}.احذر من الدّواء المحرّم، بأن تتداوى بشيء محرّم إجماعا بين الفقهاء، وفي الحديث الحسن الّذي رواه الدولابي في الكنى قوله صلّى الله عليه وسلّم: ”إنّ الله لم يجعل شفاءكم بحرام”.لا تتمنّ الموت لشدّة المرض، فإذا اشتدّ عليك المرض فلا تتمنّ الموت فإنّ عمر المؤمن لا يزيده إلاّ خيرًا، فإن كان محسنًا ازداد من الخير وإن كان مسيئًا فإنّه يستطيع أن يقلع عن الذّنب ويتوب منه، روى مسلم في صحيحه قوله صلّى الله عليه وسلّم: ”لا يتمنَّ أحدكم الموت، ولا يدعُ به من قبل أن يأتيه، إنّه إذا مات أحدكم انقطع عمله، وإنّه لا يزيد المؤمن عمره إلاّ خيرًا”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات