+ -

 ترى ما الذي أجبر إسرائيل على غلق مكاتب قناة الجزيرة القطرية في إسرائيل؟! هل التضامن بين إسرائيل والسعودية ومصر ودول الخليج الأخرى أقوى حتى من المصالح الإسرائيلية في قطر؟ الجزيرة هي القناة العربية الوحيدة التي طبّعت إعلاميا مع إسرائيل، فأصبح العلم الإسرائيلي يرفرف في الشاشات العربية في البيوت العربية بفضل الجزيرة، وأصبح المسؤولون الإسرائيليون يتحدثون إلى العرب عبر التلفاز كأنهم من المسؤولين العرب! “طابو” إعلامي كان للجزيرة فضل السبق في تحطيمه! الجزيرة أيضا كان لها السبق في تغطية ما سمي بالربيع العربي في ليبيا وسوريا ومصر واليمن بعقلية الـ (cnn)وفوكس نيوز، تمجد قنبلة الناتو لليبيا وتعتبره تحريرا.. وتبارك هجوم الجماعات والتنظيمات الإسلامية على الطاغية الأسد، وتعتبره تحريرا وجهادا، وفي نفس الوقت تعارض إلى حد العداوة الهجوم الإسرائيلي على غزة، تماما مثلما تفعل تركيا.. ومارست الجزيرة الفلاقة الإعلامية للحكام العرب طوال ربع قرن تقريبا!اليوم السعودية التي كانت متحالفة مع قطر ضد سوريا، أصبحت لا تمانع في بقاء الأسد في الحكم، ولكنها ترفض حكام قطر! فماذا حدث حتى تبدلت هذه المواقف؟! هل لأن الأسد ضد تركيا؟! ولأن السعودية لا ترتاح لتركيا متواجدة في قطر؟! هل يمكن أن نقول إنه تم ميلاد محور القاهرة - تل أبيب – الرياض، في مواجهة محور أنقرة - الدوحة – طهران، وأن السعودية قد أقنعتها مصر بأن تصلح أمورها مع سوريا والعراق لأجل مواجهة المحور الجديد الذي تولد عن أزمة الخليج!وعندما تصبح إسرائيل أكثر قربا من الرياض والقاهرة سياسيا في مواجهة الدوحة وأنقرة وطهران، فذاك يعني أن إسرائيل قد حققت قفزة نوعية في التطبيع لم يعد لقناة الجزيرة أي دور لتمثيل شيء في هذا التطبيع الإسلامي، ولذلك وجب غلقها بطلب من الحلفاء الجدد في القاهرة والرياض!أما المغرب العربي فقد تم عزله نهائيا في قضايا الشرق الأوسط، عندما تطابقت مواقف الجزائر وتونس والمغرب من أزمة الخليج لأول مرة في التاريخ، ولذلك تحولت جولة مساهل في الخليج من جولة استطلاعية إلى جولة سياحية.. ودول التحالف الخليجي ضد قطر تحالفوا أيضا ضد الوجود الجزائري والمغربي والتونسي في أزمة ليبيا، وأصبح المصريون والإماراتيون ينسقون مع فرنسا الماكرونية في أزمة ليبيا أكثر مما ينسقون مع الجارة تونس والجزائر، بل وأصبح هؤلاء يحاولون مقايضة مواقفهم من الأزمة في ليبيا بموقف دول المغرب العربي من أزمة قطر! السعودية ومصر تمارسان الضغوط على الجزائر لاستقبال قيادات حماس بعد طردها من قطر لصون ماء وجه هؤلاء الذين تحالفوا ضد قطر ووقعوا في ورطة ويبحثون عن مخرج كيفما كان، والحل هو تهجير قيادات حماس إلى شمال إفريقيا، كما هجّر قادة فتح من بيروت ذات يوم بعد اجتياح شارون لبيروت!ما يحدث الآن في الخليج هو اجتياح إسرائيلي للخليج عبر بوابة مصر والسعودية والإمارات، والمطلوب هو إنقاذ قيادت حماس بالترحيل! هل قدر الجزائر وتونس هو أنهما دائما ملاجئ للفلسطينيين عندما تسودّ في وجوههم الدنيا؟!في الأربعينيات كان اللجوء الفلسطيني يتم في الأردن وسوريا ولبنان ومصر، واليوم أصبح اللجوء يتم في الخليج وشمال إفريقيا.. وغدا سيكون في أمريكا وآسيا وأستراليا[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات