+ -

العيد في الجزائر تحوّل إلى كابوس.. فالبلاد بأكملها تُحنّط، لا تجارة ولا نقل ولا خدمات... ولا مستشفيات ولا أي شيء من المظاهر العامة للحياة!الشواطئ السياحية الجزائرية الواسعة تحولت إلى أطلال، هجرها المصطافون وهجرها حتى الشباب الذي يستغلها بطريقة غير قانونية، فباتت قاعا صفصفا خاوية على عروشها.. وحتى الخيام والمظلات تركت هناك فارغة، لا تجد من يقدم لك فنجان قهوة، ولا أتحدث عن الأكل والخدمات الأخرى!العيد في الجزائر أصبح الحزب العام في المدن والشواطئ السياحية، عكس ما يحدث في كل البلدان الإسلامية، وخاصة جيراننا في تونس والمغرب، حيث تتحول المنتجعات السياحية في العيد إلى مهرجانات للفرح والابتهاج العام، ويرتفع منسوب الفرح السياحي على غير العادة في الأيام العادية غير أيام العيد.ترى من أين جاءت لنا هذه الظاهرة؟! ظاهرة تحنيط البلد في العيد؟! هل الأمر له علاقة بعقلية خاصة لدى الجزائريين، حيث يتحول الفرح في العيد إلى فرح فردي شكلي في أحسن أحواله عائلي، تتلخص مظاهر العيد فيه في ثلاثة أنشطة فقط هي: نحر الأضاحي ولبس الجديد للأطفال ومن استطاع إليه سبيلا والتغافر بين الأقارب، وحتى هذه أصبحت تتم بالأساماس وبالهاتف.رقم مرعب بالنسبة للأضاحي، حوالي 5 ملايين رأس تنحر، أي ثُمن عدد سكان البلاد، وهو رقم مهول.. حيث يأكل الجزائريون في ظرف قصير حوالي 100 ألف طن من اللحوم والشحوم، أغلبيتها غنية جدا بالكوليسترول، ولهذا أصبحت أمراض القلب في الجزائر هي الأولى التي تفتك بالجزائريين قبل حتى أمراض السرطان.صحيح أن الكآبة هي خاصية جزائرية لها علاقة بارتفاع منسوب الإصابات بأمراض القلب... لكن نوعية التغذية وخاصة في أيام العيد هي أيضا من الأسباب التي أدت وتؤدي إلى المشاكل الصحية الخاصة بارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والشرايين، ولهذا لابد أن نفكر جديا في موضوع إعادة النظر في العيد وكيفية الاحتفاء به.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات