هكذا تتصرف بقايا السلطة في العاصمة؟!

+ -

البلاد تحررت في ظرف سبع سنوات من أعتى استعمار عرفه التاريخ في القارة الإفريقية... ولكن ولاية الجزائر ومدينة الجزائر لم تستطيعا ترميم ساحة الشهداء بعد الاستقلال، ومر على مشروع الترميم سبع سنوات كاملة ولم ينجز لحد الآن! فقد عمدت ولاية الجزائر إلى تسييج ساحة الشهداء بالصفائح المعدنية سنة 2011، بعد الحديث عن اعتصام الناس فيها في إطار الربيع العربي، كما حدث في شارع بورقيبة في تونس وفي ميدان التحرير بالقاهرة! كانت حجة غلق ساحة الشهداء بالصفائح المعدنية هي إنجاز مشروع ترميم هذه الساحة... لكن الفكرة هي منع الناس من التجمهر فيها، خاصة وأن الساحة تتوسد القصبة الشمّاء الثائرة وباب الوادي الشهداء!للعلم أن الوزير الوالي، شريف رحماني، قد قام أيضا بإصلاح وترميم هذه الساحة وبقي المشروع قرابة 5 سنوات.. وقد تم بالفعل ترميم الأنفاق التي تربط ساحة الشهداء بالميناء.. وقد زرت شخصيا هذه الأنفاق بعد ترميمها قبل 8 سنوات وكانت غاية في الترميم والإصلاح... فماذا حدث حتى تغلق هذه الأنفاق في وجه السكان بحجة إعادة ترميمها؟!الطريف في الأمر أن الشبان الناشطين في الفايسبوك أصبحوا يستخدمون حساسية السلطة للتجمهر في العاصمة في إنجاز أعمال نظافة وطنية “هامة”.. ففي الأسبوع قبل الماضي أعلن شبان أنهم ينظمون وقفة في ساحة البريد المركزي، مطالبين بتطبيق المادة 102 من الدستور، فما كان من السلطات المدنية والأمنية إلا أن أغلقت الشوارع المؤدية إلى ساحة البريد المركزي، وشرعت في حملة نظافة بخراطيم المياه في عز النهار... وشوهد رئيس بلدية الجزائر الوسطى يشرف بنفسه على حملة النظافة هذه! لهذا يعتزم شباب الفايسبوك أن يستخدموا هذه الحساسية للسلطة في تنظيف الأحياء القذرة بإعلان كل مرة عن اعتزام الشباب التجمهر في حي من الأحياء مثل الحراش وباب الوادي والقصبة وبلوزداد وحسين داي وباش جراح... لحمل السلطة على غلق هذه الأحياء لتنظيفها، مثلما فعلت في البريد المركزي قبل أسبوعين.هكذا أصبحت هذه السلطة تلعب لعبة القط والفأر مع شباب الفايسبوك، فأصبح الشباب يعبثون بمصالح الأمن عبر الفايسبوك.. وسلطة هذا وضعها مع شعبها لا يمكن أن تتحدث عن القانون وعن الدستور وعن الانتخابات وعن الشرعية، أو أي مظهر آخر من مظاهر وجود الدولة الحقة.فلا غرابة إذا لاحظنا غلق العاصمة لمنع مسيرة، أو غلق أهم ساحة في البلاد سبع سنوات لمنع مسيرة!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات