+ -

المطرب إيدير يعود إلى الغناء من بوابة الجزائر ثانية، هذا شيء جميل. نعم.. المدة التي قضاها إيدير مقاطعا الغناء في الجزائر بلغت حوالي 40 سنة، أي أنه لم يغن في مشواره الفني في الجزائر سوى سبع سنوات فقط.. على اعتبار أنه بدأ الغناء سنة 1973، كما صرح بذلك، ومقاطعته الغناء في الجزائر، إراديا أو مجبرا، كانت سنة 1980، وبقي السؤال الذي يطرح نفسه، هل فعلا قاطع إيدير الغناء في الجزائر بسبب السياسة؟ وإذا كان الأمر كذلك فهل أسباب المقاطعة لم تعد قائمة الآن حتى يعود إيدير إلى الغناء في بلده؟!لا أستطيع أن أبتلع فكرة المقاطعة الفنية بسبب السياسة، خاصة بالنسبة لفنان مثل إيدير، فقد حضرت له حفلا أقامه في كوبا في صائفة سنة 1978 في إطار المهرجان العالمي للشبيبة العالمية، وقد اختير إيدير، الفنان الشاب، لتمثيل الشباب الجزائري في هذا المهرجان، كان عمره آنذاك لا يتجاوز 29 سنة، وعمره الفني لا يتجاوز 5 سنوات! ومن تختاره بلاده لتمثيلها في مهرجان عالمي كبير لا أعتقد أنه كان يتعرض إلى تضييق فني أو سياسي!أشهد أن إيدير غنى للحاضرين في قاعة كبرى، وفعلا تجاوب الجمهور مع إيدير في أغنية “أفافا إينوفا”! وقتها تفاعل الجمهور أيضا مع مقطع “زويت رويت”.إيدير تقريبا من نفس جيلي، وما يجب أن نثمّنه للنظام في ذلك الوقت هو إتاحة الفرصة لكل الشباب، أي تكافؤ الفرص، والكفاءة والإبداع هما الدافع للبروز والتألق. إيدير ابن القرية النائية في جبال منطقة القبائل تتاح له الفرصة بعد 5 سنوات فقط من دخول عالم الغناء لأن يغني أمام الشباب العالمي في هافانا في أقاصي الدنيا، وأقوم أنا أيضا الصحفي الشاب القادم من أدغال جبال زردازة في ولاية سكيكدة بتغطية حفل إيدير! والأكيد أنه لم يكن وراء أي أحد منا لا جنرال ولا شركة “ڤادرة”، كما هو الحال اليوم! تصوروا لو أن إيدير لم يقاطع الغناء في الجزائر طوال 40 سنة، وواصل جهده، كيف سيكون حاله وحال الأغنية الجزائرية؟! وهو الذي صنع في 5 سنوات من الغناء هذا المجد الذي يفتخر به اليوم؟!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات